جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف غزة وسط تزايد المخاوف من توغله في رفح

أحد, 04/02/2024 - 09:19

واصلت إسرائيل هجومها العنيف في قطاع غزة السبت مع تزايد المخاوف من توغلها في مدينة رفح(جنوب) التي تعج بنازحين شردتهم الحرب، فيما قالت حماس إن من السابق لأوانه الحديث عن التوصل إلى اتفاق هدنة.

ومع احتدام القتال، تتسارع جهود الوساطة لوقف الحرب المستمرة منذ نحو أربعة أشهر، فيما أكد القيادي في حماس أسامة حمدان أن الإطار المقترح يفتقر لبعض التفاصيل.

وقال حمدان من بيروت إن حماس تحتاج مزيدا من الوقت لدرس الصفقة المقترحة حتى “نعلن موقفنا تجاهها مع التركيز على أن موقفنا سيكون مستندا إلى تقديرنا لمصالح شعبنا وحرصنا على وقف العدوان عليه بأسرع وقت”.

في الأثناء، استهدف وابل من الغارات الجوية والقصف المدفعي خان يونس، أكبر مدن جنوب قطاع غزة وأبرز محاور الهجوم الاسرائيلي حاليا، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.

وأفادت حماس والجيش الإسرائيلي بوقوع معارك في أنحاء القطاع المحاصر، وأظهرت لقطات دخانا يتصاعد بعد غارات على رفح في أقصى الجنوب.

فر مئات الآلاف من سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى رفح جنوبا منذ اندلاع الحرب، وتكدست خيامهم في الشوارع والحدائق.

وتقول الأمم المتحدة إن المدينة التي كان يقطنها 200 ألف نسمة تؤوي الآن أكثر من نصف سكان قطاع غزة.

ويحاول النازحون الذين فروا إلى رفح على الحدود مع مصر، تجنب أجزاء من المدينة طالها القتال الدائر في خان يونس القريبة.

وقال النازح محمود أبو الشعر “نتمنى أن تنتهي هذه الحرب لأننا تعبنا، نطالب كل السياسيين بأن يتفقوا على وقف لإطلاق النار كي نرجع إلى بيوتنا”.

وقال ضياء بكرون الذي يتقاسم خيمة مع عائلته الموسعة في رفح “أرجِعونا إلى الشمال لديارنا… لا توجد هنا مقومات الحياة”.

من جهته، قال مسؤول من حماس إن ذراعها العسكرية، كتائب القسام، صامدة في خان يونس.

“طنجرة ضغط من اليأس”

أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه العميق إزاء تصاعد الأعمال العدائية في خان يونس، ما يدفع مزيدا من الغزيين إلى الجنوب.

وقال المتحدث باسم المكتب ينس لايركه إن “رفح بمثابة طنجرة ضغط من اليأس ونحن نخشى مما سيأتي بعد ذلك”.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد حذر الخميس من أن الجيش يستعد لتوجيه جهوده نحو رفح.

وقال “نحقق مهمتنا في خان يونس وسنصل أيضا إلى رفح ونقضي على العناصر الإرهابية التي تهددنا”.

اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا.

كما احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و27 منهم على الأقل يُعتقد أنهم لقوا حتفهم.

وتعهدت إسرائيل القضاء على حماس، وأطلقت هجوما عسكريا واسعا أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 27238 شخصا في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.

وفقدت إسرائيل 224 عسكريا منذ بدء عملياتها البرية في غزة أواخر تشرين الأول/أكتوبر، حسب الجيش.

ودمّر القتال القطاع الساحلي الصغير، فيما أدى الحصار الإسرائيلي إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود والأدوية.

وكان ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، فضلا عن المخاوف بين الإسرائيليين بشأن مصير الرهائن، سبباً في تزايد الدعوات لوقف النار.

وفي تل أبيب، تظاهر مئات الإسرائيليين للمطالبة بانتخابات مبكرة واتخاذ إجراءات لإطلاق الرهائن المتبقين.

كما نظمت تظاهرات في حيفا الساحلية بشمال إسرائيل وقرب مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس.

بلينكن في جولة خامسة

أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوزير أنتوني بلينكن يزور الشرق الأوسط مجددا في الأيام المقبلة للدفع باتّجاه قبول مقترح جديد يتضمن إطلاق رهائن إسرائيليين في مقابل هدنة.

وأضافت أن بلينكن سيزور الوسيطين، قطر ومصر، إضافة إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة والسعودية، ابتداء من الأحد.

وتأتي هذه الجولة، وهي الخامسة له منذ اندلاع الحرب، بعد أن قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن هناك آمالا في سماع “أخبار سارة” حول توقف جديد في القتال “في الأسبوعين المقبلين”.

وقال مصدر في حماس إن الحركة عرضت عليها خطة تتضمن هدنة مبدئية مدتها ستة أسابيع من شأنها أن تشهد تسليم إدخال مساعدات إلى غزة وتبادل بعض الرهائن الإسرائيليين مع أسرى فلسطينيين.

في هذا الإطار، ناقش رئيس المكتب السياسي لحماس والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة التطورات الأخيرة، واتفقا على أن أي وقف للنار يجب أن يؤدي إلى “انسحاب كامل” للقوات الإسرائيلية من غزة، وفق ما أفاد مكتب هنية.

وأدت الحرب إلى تصاعد التوتر الإقليمي، مع تزايد الهجمات التي تشنها فصائل مدعومة من إيران في المنطقة دعما للفلسطينيين.

ضربات أمريكية بريطانية على اليمن

وشنّ الجيش الأمريكي ضربات ضد القوات الإيرانية ومقاتلين مدعومين من طهران في العراق وسوريا ليل الجمعة السبت ردا على هجوم بطائرة مسيّرة في الأردن أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين أمريكيين الأحد.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن قوات بلاده قصفت “أكثر من 85 هدفا” ما أسفر عن مقتل العشرات في غرب العراق وشرق سوريا.

وندّدت إيران وسوريا والعراق بالضربات الأمريكية التي خلّفت 45 قتيلا على الأقل، كما دانتها حماس مشدّدة على أن واشنطن “تصب الزيت على النار” في الشرق الأوسط.

على صعيد متصل، أعلنت القوات الأمريكية السبت أنها أسقطت ثماني طائرات بلا طيار قبالة اليمن ودمّرت أربع مسيّرات أخرى على الأرض كانت معدّة للإطلاق.

كما أعلنت لاحقا تنفيذ ضربات دمرت ستة صواريخ مضادة للسفن تابعة للمتمردين الحوثيين.

وبعد ساعات، استهدفت ضربات العاصمة اليمنية صنعاء وخمس محافظات أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين، وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا تنفيذ ضربات على عشرات الأهداف للمتمردين اليمنيين.

(أ ف ب)

إعلانات

 

 

 

تابعنا على فيسبوك