لمهابه ولد بلال يكتب: الهطول المبكر للأمطار  يتيح الفرصة لمراعٍ جيدة

أحد, 29/05/2022 - 20:05

الهطول المبكر للأمطار يتيح الفرصة لمراعي جيدة إن توفرت الرطوبة المستمرة إذ تتحفز كل البذور للإنبات خاصة البذور ذات الحيوية العالية، وتتوفر للنبات فترة كافية لدورة حياته بما يناسبه من ظروف مناخية وبيئية، ولكن في حال لا قدر الله توقف المطر لفترة طويلة (وهو مايسمى محليا بالوكفة) فسيؤثر ذلك بشكل جلي على كمية وجودة المراعي لاحقا، إذ تكون أغلب البذور أعطت نباتات وتضطر في حال نقص الرطوبة إلى تقصير دورة حياتها فنختزل المراحل مما سيؤثر على جودة المرعى و درجة تخزين الغذاء في الأجزاء المستخدمة من النبات للعلف وأحيانا ذبول وموت النبات إن تأخر المطر بشكل كبير.

وفي الواقع المراعي من الناحية العلمية تصنف أنها أراضي شاسعة تنبت فيها الأعشاب نباتا طبيعيا دون تدخل الإنسان عند توفر الظروف من رطوبة وحرارة وضوء ..الخ ، وهي نباتات حولية أو معمرة تتكاثر بالبذور والريزومات... إلخ .

ولعل من أبرز نباتات المراعي في أغلب السهول أعشاب النجيليات وهو مانسميه لحشيش وهي أنواع عديدة منها النجيل (cynidon) او الحليان من أنواعه " آز" وهو عشب متقدم بذوره كبيرة تلاحظ بالعين المجردة حتى أنها تستخدم أحيانا كغذاء ؛ هذه البذور تنتشر عند نضج النبات وتبقى في الأرض وتنتقل عبر السيول والرياح وفي جلود وأظافر الحيوانات المتنقلة وتبقى فترة سكون كبيرة، والسكون هو عدم الإنبات وهي خاصية فيسيلوجية تقدم عليها النباتات للمحافظة على جنسها أي أن البذرة لاتنبت إلا عند كسر السكون وهذا مايهمنا فبذور الأعشاب موجودة على الأرض كل فصول السنة بانتظار الظروف المناسبة وعندما تتهاطل الأمطار تتوفر الرطوبة اللازمة لتنشيط الإنزيمات داخل البذرة فيتمدد الجنين مخترقا غلاف البذرة حيث يتجه جذيره أسفل ليشكل الجذور و السويق نحو الأعلى ليحمل وريقات في وقت لاحق، وهذا مانسميه عملية الإنبات الطبيعي و يبقى النبات في هذه المرحلة يعتمد اعتمادا كليا على العصارة التي يحصل عليها عبر امتصاص الجذور وبالتحديد منطقة الشعيرات التي تحصل على العصارة عبر خاصية الضغط الاسموزري، وعندما تخرج الأوراق ويدخل النبات مرحلة جديدة يتلقى ضوء الشمس فتفعل صبغة الكلوروفيل الموجودة في الأوراق وضوء الشمس لتبدأ عملية التمثيل الضوئي وهنا يحصل النبات على الماء من الجذور و على الغذاء من المجموع الخضري ..

وعلى العموم لكل منطقة خصائصها التي تكيفت معها اعشابها فعمليات الانتخاب الطبيعي لقرون من الزمن أفرزت سلالات وأنواع تتطلب حرارة معينة وضوء وغيرها من المتطلبات البيئية في فترة محددة من السنة ..

وتوجد في مراعينا أعشاب اخرى قد لاتكون بكثافة الأعشاب النجيلية ولكنها موجودة وتشكل رصيدا ك" تقيه و أذن النيرب واغجباط وتااندريصه" وغيرها من الأعشاب ذات الأوراق العريضة والسعد الذي يتكاثر بالريزومات... وبطبيعة الحال تختلف الأسماء من منطقة إلى أخرى..

وفي ظل تأثيرات التغيرات المناخية الملاحظة يلزمنا إعداد إدارة رشيدة ومتكاملة للمراعي للحفاظ عليها وعلى فعاليتها ودراسة أصنافها وأسباب تدهورها والعوامل التي تؤثر عليها...إلخ.

م/ لمهابه ولد بلال.

إعلانات

 

 

 

تابعنا على فيسبوك