الربيع ولد إدومو يكتب:تقديم صورة موريتانيا يحتاج الى العقول المتمكنة والكفاءات

أحد, 03/10/2021 - 10:35

قمت مرة بتغطية معرض فيتور الدولي المخصص في السياحة بالعاصمة الاسبانية مدريد وكانت لدي تغطية خاصة ولقاء مع وزيري خارجية مصر والسودان وملكة جمال المكسيك. 
كان ذلك بعد اعتمادي من طرف مركز إيفيما وهو من بين اكبر مؤسسات تنظيم الملتقيات في اسبانيا لتغطية الأنشطة ذات الطابع الدولي.
زرت الجناح الموريتاني. كان باهتا حيث تم بسط طاولة وضع عليها بعض الدمى التقليدية "لوزار" وفأس ويمة تقليدية مصغرة.
 وجدت سيدة اسبانية جالسة في الجناح بمفردها. وقد حاولت بصعوبة ان تشرح لي قيمة "آدلگان" الغذائية. وأهمية "التايت" في تخزين الحليب في الصحراء.
كان واضحا انه ليست لديها خلفية. وكان واضحا ان الوفد الموريتاني الذي جاء من نواكشوط تفرق في مدريد للتبضع وشراء الهدايا.
خجلت جدا من ذلك الموقف. وخجلت السيدة الاسبانية لاحقا عندما عرفت انني موريتاني وشرحت لها ان التاديت لا تستعمل في تخزين الحليب.
لم يتوقف الأمر عند هذا.
التقيت رئيس الوفد. كان رجلا مرحا وودودا وقد ساعدته في جولة ولقاءات مع عدد من رؤساء الوفود والشخصيات العامة. 
زرنا عددا من الدول العربية والدول الناطقة بالاسبانية وعملت مترجما ومنسقا للقاءات الرجل ليومين متوعا.
كان واضحا انه لا يملك برنامجل واضح ولا اجندة لقاءات ولا حتى أدنى خبرة بالمعرض الدولي "فيتور" وتاريخه وسياسة السياحة في البلد المضيف.
لم يقتصر الأمر عند هذا:
في نهاية المعرض كنت اتجه الى الجناح الموريتاني عندما فاجأني المشهد.
رئيس الوفد يقف ووراءه الوفد الكريم يسجلون خطابا للتلفزيون الموريتاني.
جاء في الخطاب ان موريتانيا حصدت المركز الأول في معرض فيتور الدولي.
راقبت المشهد بذهول..
لن اقول لكم ان هذه كذبة كبيرة جدا.. 
سأقول لكم فقط ان اسبانيا البلد المنظم للمعرض الدولي استقبلت في ذلك العام 67 مليون سائح وان الجناح الموريتاني المتواضع كان على مقربة من اجنحة المكسيك. المانيا. المغرب. تونس. اليابان. كولومبيا. مصر ولبنان.. 
اجنحة هذه الدول كانت تأخذك لساعتين في مباهج السياحة التي لا تخطر على بال احد.. وهذا فقط يكفي.
التلفزيون صدق ذلك طبعا. ونشر الخبر ايضا في الصحافة المحلية.
تذكرت هذه القصة وانا اشاهد الجدل اليوم الذي واكب مشاركة موريتانيا في اكسبو دبي في الإمارات والأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها الإدارة.
تقديم صورة موريتانيا للخارج والداخل يحتاج الى العقول المتمكنة والكفاءات. وليس الى من يضعون العلاقات النفعية فوق مصلحة العمل.

إعلانات

 

 

 

تابعنا على فيسبوك