المأمورية الثانية وأهداف الجمهورية الكبرى / المختار محمد يحيى

أحد, 12/05/2024 - 15:26

 والتي أخذت أبعادا أخرى وأكثر جدوائية حيث تم توجيه مختلف القطاعات الوزارية إلى موائمة مشاريعها مع التوجه لخدمة الطبقات الهشة، وهو ما أسفر عن توجيه عديد المشاريع خاصة من المندوبية العامة لتوفير السكن الاجتماعي لعشرة آلاف أسرة تم البدء في بناء بضعة آلاف منها، وهي في طور الانتهاء من الأشغال أو الاقتراب منه.
إن حقيقة الأمر أن المرحلة المقبلة في ظل المأمورية الثانية تحمل أهدافا كبرى بحق مصممة على الطموح الوطني لرفع أعمدة الاقتصاد وبناء البنى التحية المساعدة على النهوض ولاشك أن ترقية التدخلات الاجتماعية سيأخذ نصيبا كبيرا ليشمل فئات واسعة وترقية نوعية التدخلات لتوائم المرحلة.

خامسا - البناء على النجاحات الدبلوماسية

من اللافت للنظر أن بلادنا خلال السنوات الخمس الأخيرة أخذت منحى جديدا في بناء علاقات دبلوماسية وثيقة مع الأشقاء العرب والأفارقة واللذان يشكلان عامل قرب  وجداني وجغرافي، وذلك لانتماءنا لهذين العالمين مشكلين قنطرة بينهما وجسرا للتعاون والشراكة بين الشمال والجنوب، كذلك فقد سعت بلادنا إلى تعميق علاقات الصداقة والتعاون مع مختلف البلدان حول العالم مكتسبة مزيدا من الأصدقاء ومعمقة علاقاتها لإحراز التعاون والشراكة، وهو ما جعلها تحظى باحترام دولي كبير مصدره الأساس هو نجاح تجربتنا ثلاثية التدخلات: العسكرية والفكرية والتنموية في التغلب على منابع التطرف العنيف، كما أسست لتحالفات عديدة مع مختلف التكتلات الاقتصادية في العالم وترأست خلاله بلادنا الاتحاد الإفريقي لقيادة الجهود القارية لمحاربة التخلف والفقر وبناء شراكة للنهوض بالاعتماد على الإمكانيات والثروات الهائلة والتغلب على المديونية.

 إن نجاحات بلادنا الدبلوماسية كانت السر وراء تفعيل الميزات الاستراتيجية لبلادنا من حيث موقعنا الجغرافي المتميز وحجم الثروات التي حبانا الله بها من حديد وذهب ونحاس وغيرها والتي نسعى لاستغلالها أحسن استغلال لما يخدم خطط التنمية ومستقبل الأجيال القادمة، كما أن الدور الهام لبلادنا في مجال تعزيز الأمن في منطقة الساحل وغرب إفريقيا كان له بالغ الأثر في بناء تحالفات هامة مع قوى إقليمية ودولية نتقاسم معها ذات الاهتمامات، سواء في محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود أو في مجال مكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين غير النظاميين، أو في مجالات الأمن الدولي وأمن الطاقة.

إنه من الواضح أن فخامة رئيس الجمهورية لم يستطع تحقيق كل هذا لولى تمتعه بقدر كبير من الحكمة الموريتانية الخاصة تلك المخلوطة بالخبرة والدراية التي اكتسبها خلال عقود من خدمة البلد من أماكن حساسة تتوخى دوما الحفاظ على المصلحة العليا للبلد، ولا شك أنه سيعمل على الحفاظ على النجاحات الدبلوماسية الوطنية وتطوير الشراكات الدولية بحيث تكون بلادنا مركزا إقليميا لا يمكن تجاهله في المنطقة، ناهيك على تعزيز ثقة المجتمع الدولي في بلادنا للبناء على التحالفات الناجحة لما يخدم المصلحة الوطنية ويعزز نظرتنا المشتركة للمستقبل.

تابعنا على فيسبوك