اختار أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف الجمعة القائمة الثالثة التي يرأسها محمد يونس المنفي لرئاسة المجلس الرئاسي الجديد، وعبد الحميد دبيبة رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية.
وحصلت القائمة الثالثة الفائزة في تصويت أعضاء ملتقى الحوار السياسي على 39 صوتا من أصل 73، في حين حصلت القائمة الرابعة -التي يترأسها عقيلة صالح وبعضوية عبد المجيد سيف النصر من الجنوب وأسامة جويلي من الغرب ورئيس الحكومة فتحي باشاغا من الغرب- على 34 صوتا.
اقرأ أيضا
وجود علني وتحركات مستمرة.. من يُخرج المرتزقة من ليبيا؟
كل ما تود معرفته عن اتفاق توزيع المناصب السيادية بليبيا وآراء سياسيين إزاء الآلية المعتمدة
تايمز: واشنطن استولت على نظام صواريخ روسي دعمت به الإمارات حفتر في ليبيا
بين طريق ساحلي مغلق وصحراوي خطير.. من أين سيمر موكب السلام في ليبيا؟
دبلوماسي ورجل أعمال
ويرتبط اسم رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد يونس المنفي بالاتفاقية الليبية التركية، حيث كان المنفي سفيرا لليبيا في اليونان، وتم طرده بعد زيارة عقيلة صالح لليونان اعتراضا من أثينا على الاتفاقية الليبية التركية الموقعة بين حكومة الوفاق الوطني والحكومة التركية عام 2019.
ودفع أعضاء من مجلس الدولة من كتلة برقة شرقي ليبيا وأعضاء مستقلون في ملتقى الحوار السياسي بالمنفي ليكون رئيسا للمجلس الرئاسي في السلطة التنفيذية الجديدة.
ويرجع المنفي في أصوله إلى قبيلة "المنفه" في مدينة طبرق شرقي ليبيا، وهو عضو سابق في المؤتمر الوطني العام ومن المنشقين عنه من حزب تحالف القوى الوطنية، ويعد من المعارضين لعقيلة صالح وخليفة حفتر.
أما رئيس الحكومة في التشكيلة الجديدة عبد الحميد دبيبة فينحدر من مدينة مصراتة غربي ليبيا، ويعد من رجال الأعمال الليبيين، وأدار مجموعة من شركات البناء والتطوير، ويشغل حاليا منصب رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للتنمية والاستثمار القابضة.
ويسعى دبيبة منذ فترة من خلال جولاته الدبلوماسية الخارجية لخلافة رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، وهو مقرب من رجل الأعمال المعروف علي دبيبة، عضو ملتقى الحوار الليبي.
وتضم قائمة المنفي نائب الرئيس موسى الكوني من الطوارق عن الجنوب، وهو نائب سابق في المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق وقرر الانسحاب منه بسبب ما وصفه بعدم وفاء المجلس الرئاسي بقيادة السراج بالتزاماته، كما تضم القائمة عضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية غربي ليبيا عبد الله اللافي.
شخصيات تكنوقراطية
ويرى رئيس مركز إسطرلاب للدراسات عبد السلام الراجحي أن ميزة التشكيلة الجديدة (رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي الجديد ورئيس الحكومة) هو أنها تتألف من شخصيات تكنوقراطية، لم تساهم بشكل مباشر في أي حروب أو نزاعات أو صراع عسكري.
وأضاف الراجحي للجزيرة نت "المنفي عضو سابق في المؤتمر الوطني، مؤمن بالعملية الديمقراطية، ولم يشارك في أي قتال بين الليبيين، وعبد الحميد دبيبة مشارك في العملية السياسية منذ فترة، وكانت لديه زيارات خارجية وله خبرة بدواليب الدولة".
وتابع الراجحي "موسى الكوني نائب الرئيس شخصية دبلوماسية مقبولة وله مواقف سياسية واضحة ولاحظناها عندما فشل المجلس الرئاسي بقيادة السراج في علاج الأزمات، حيث تقدم باستقالته وانسحب من العملية السياسية. أما النائب الثاني عبد اللافي من الزاوية فهو شخصية معتدلة ولم تشارك في أي عملية عسكرية".
سبب فشل القائمة الرابعة
واعتبر الراجحي أن تعثر القائمة الرابعة يعود إلى شخص رئيسها عقيلة صالح غير المقبول من الكثير من أعضاء الحوار السياسي بسبب تاريخه في تأجيج الحرب، ونظرا لأنه كان جزءا أصيلا من الصراع العسكري، وهو ما يعني وفقا للراجحي أنه ضالع في الجرائم المرتكبة مع خليفة حفتر، هذا فضلا عن عدم وفائه بالالتزامات وعرقلته العملية السياسية.
وأفاد الراجحي بأن التحديات كثيرة أمام المجلس الرئاسي والحكومة الجديدة، مطالبا القوى السياسية والمجتمعية بالتعاون معهما للوصول إلى بر الأمان، والضغط عليها لتنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها من أجل ضمان وصول البلاد إلى الانتخابات المنشودة.
المصدر : الجزيرة