الشفافية في اللغة تعني الشيء الشفاف الذي لا يحجب ما وراءه . أي أنها تعني الوضوح الذي هو عكس التعتيم و السرية. إن إستخدام هذه الكلمة إصطلاحا لا يختلف كثيرا عن معناها اللغوي . فهي تعني الصدق في حياتنا الذي يعتبر أكبر قيمة ينبغي تجسيدها علي صعيد الممارسة في مجال العمل وفي كل القضايا ذات الصلة بالمجتمع و الوطن و غيرها….
كما أنه في الوقت ذاته لا يمكن لأي إصلاح مهما كان أن يعطى نتائج إيجابية دون التطبيق الصارم لمبدإ الشفافية.
ولعل هذا هو السبب الذي جعل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يركز في رؤيته الإصلاحية لحل مشاكل البلاد العالقة على رفع شعار إضفاء الشفافية في الحياة العمومية، من خلال التأكيد علي فصل السلطات و إستقلالية القضاء، و إصلاح المنظومة التعليمية و محاربة الغبن و التهميش وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين.
وهي من الأمور الجوهرية التي تضمنتها رسالة التكليف التي بعث بها سيادته إلى معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال في السنة المنصرمة.
و تناغمًا مع روح و فلسفة هذه السياسة التوجيهية، فقد حقق قطاع التعليم العالي و البحث العلمي و تقنيات الإعلام و الإتصال بإشراف و توجيه مباشرين من معالي الوزير د. سيدي ولد سالم نتائج معتبرة على مستوي الحكامة والتكوين و ترقية البحث العلمي .
و نجني اليوم ثمرة هذه الإصلاحات في ثلاث منصات للتعليم العالي هي:
– منصة المنح
– منصة التوجيه
– منصة إكتتاب الأساتذة
وتعتبر النتائج التي حققتها هذه المنصة الأخيرة في وقتنا الحاضر محل إشادة كبيرة من طرف نخبة البلد ووجهائه و فاعليه السياسيين. في هذا السياق.
فقد أستوقفتني الإشادة التي تقدم بها الأستاذ جميل منصور حول مسابقة الأساتذة و تثمينه لنتائجها عند ما أعتبر ها عملا صالحا وهي في الواقع تزكية في محلها تحسب له من جهة ، وتعبير عن تطور جديد في تعاطي المعارضة مع القضايا الوطنية بعيدًا عن الإعتبارات السياسية من جهة أخري.
و الدروس التي يمكن إستخلاصها من كل ذلك هو أن البقاء للأصلح و أن الكلام غير المفيد لم يساهم يومًا في بناء الدول و لا ينفع الناس و لا يمكث في الأرض.
بقلم : د . محمد الراظي بن صدفن استاذ بجامعة نواكشوط العصرية