تعرف على الفيروسات التي تلتهم أمراض الإنسان

سبت, 23/01/2021 - 09:34

بعد أن كان يوصف في الماضي بأنه علم الاتحاد السوفيتي الزائف، يحظى الآن العلاج بالعاثيات (ملتهمات البكتيريا)، بقبول واسع بوصفه حلا محتملا لمشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، لكن التحديات التنظيمية قد تكون العقبة الكبرى أمام إجازة هذا النوع من العلاج.

منذ ثلاث سنوات، نصح الأطباء إيستيبان دياز، الفرنسي البالغ من العمر 47 عاما، بإجراء عملية زرع رئتين بعد صراع مرير مع مرض التليف الكيسي. وهذا المرض يسبب تراكم المخاط على الرئتين والبنكرياس ويجعل المرضى عرضة بشدة للإصابة بالعدوى البكتيرية بأنواعها. فقد لاحظ الأطباء أن المضادات الحيوية التي دأبوا على وصفها لدياز منذ الطفولة، لم تعد تجدي في علاجه من العدوى المتكررة التي تسببها بكتيريا الزائفة الزنجارية.

لكن دياز قرر في المقابل أن يسافر إلى جورجيا، إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق، لتجربة العلاج بالعاثيات (لاقمات البكتيريا)، وهو نوع من العلاج الطبي، الذي يقول دياز إنه عالجه من العدوى خلال أيام وخلصه من التعب الدائم والسعال المتواصل وضيق التنفس الذي عانى منه لعقود.

وتعرف العاثيات بأنها نوع من الفيروسات التي تلتهم البكتيريا عن طريق إصابتها والتكاثر داخلها حتى تنفجر وتموت. وهناك الملايين من ملتهمات البكتيريا على كوكب الأرض، وقد تطورت على مدى آلاف السنين مع البكتيريا التي تتغذى عليها وساهمت في الحد من أعدادها والحفاظ على التوازن الطبيعي.

وكان فيليكس ديريل، عالم الأحياء الدقيقة الذي ينحدر من أصول فرنسية وكندية، هو أول من استخدمها في أغراض علاجية في عام 1919، إذ استخدم العاثيات في علاج صبي يعاني من دوسنتاريا حادة. لكن اكتشاف البنسلين في عام 1928 سرعان ما طغى على العلاج بالعاثيات ومهّد إنتاجه على نطاق واسع في الأربعينيات من القرن الماضي لدخول عصر المضادات الحيوية.

تابعنا على فيسبوك