أولاً، توقفت سيارة رباعية الدفع خارج منزل في إحدى ضواحي بغداد، ثم اقترب شخص مسلح وأطلق أربعة أعيرة نارية من نافذة السيارة، ثم فر على متن دراجة نارية.
ركض ثلاثة أطفال نحو السيارة، واكتشفوا أن الرجل الموجود داخلها هو والدهم، المحلل الأمني العراقي، هشام الهاشمي، الذي سيلفظ أنفاسه الأخيرة في طريقه إلى المستشفى.
كان الهاشمي شخصية مرموقة في العراق، وخبيرا ذائع الصيت في شؤون الإرهاب، وقد عُرف بتقديمه استشارات لرؤساء وزراء ولحكومات غربية ولمسؤولين في الجيش الأمريكي.
كانت له صلات قوية مع كل أطراف الانقسام الطائفي، وكان يُنظر إليه كما لو أنه لا يمكن المساس به، لذلك خلّفت وفاته صدمة في جميع أنحاء البلاد، وتعهد رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بالوصول إلى قاتليه، ولا سيما أن الهاشمي كان أحد مستشاريه الموثوقين.