في زيارة تفقدية للسفير الأمريكي مايكل دودمان لولاية تكانت خص السفير موقع تجكجة انفو بمقابلة حصرية أعرب من خلالها عن تفاؤله بمستقبل موريتانيا الإقتصادي في ظل الثروات الطبيعية الوفيرة وبفضل جهود وإدارة الرئيس محمد ولد الغزواني وحكومته.
وقد أجرى اللقاء المدير الناشر للموقع "محمد عبد الله ولد غالي سيد عبد الله ". وجاءت المقابلة على النحو التالي:
في البداية نحييكم باسم موقع تجكجة إنفو وباسم قرائنا، ونتمنى لكم زيارة سعيدة لولاية تكانت الجميلة، ونتشرف بطرح عدة أسئلة لمعرفة وجهة نظكم في مختلف الأشياء:
سعادة السفير المحترم مايكل دودمان، لقد عملتم سابقا كقنصل عام في كراتشي وكنتم مميزين في عملكم، وقد تمخض جهودكم عن حصولكم على جائزة "ريان كروكر".
فهل العمل في بلد افريقي مثل موريتانيا يختلف عن العمل في باكستان؟
السفير دود مان :
- أولاً، اسمحوا لي أن أشكر موقع تجكجة إنفو على إتاحة هذه الفرصة للتحدث معكم ومع القراء الكرام. أنا سعيد جدا بزيارتي الأولى لمدينة تجكجة و ولاية تكانت.
- لقد كان من دواعي سروري العمل كدبلوماسي أمريكي لأكثر من ثلاثين عامًا. ولقد عملت في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك أوروبا بعد نهاية الحرب الباردة وفي الشرق الأوسط وكقنصل عام في كراتشي بباكستان.
- لقد وجدت العديد من أوجه التشابه أكثر من الاختلاف بين البلدان التي عملت فيها. ان الموضوع المشترك الذي يهم الجميع هو أهمية الإدارة الاقتصادية القوية وسياسات التنمية التي تعزز الرخاء المستدام لجميع المواطنين. موضوع آخر مشترك هو الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه الاستثمار الأمريكي في التنمية الاقتصادية.
- ما زلت متفائلاً جدا بشأن مستقبل الاقتصاد الموريتاني وفرص تعزيز العلاقات بين بلدينا وستساعد الإصلاحات التي يقوم بها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في تحقيق هذه الأهداف.
- سؤال لموقع تجكجة انفو : لديكم سعادة السفير خبرة دبلوماسية- تنموية كبيرة، وكانت آخر مهمة لكم في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، هي "مدير ديوان وكيل وزارة الدولة للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة". فمن خلال خبرتكم ماهي أهم الشروط لتنمية أي بلد خصوصا بعد جائحة كورونا وما خلفته من خسائر اقتصادية؟
- جواب السفير دودمان:
لقد اقنعتني تجربتي في العديد من المناطق والبلدان المختلفة بأهمية وجود قطاع خاص قوي لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. ان الشركات الخاصة ولا سيما تلك الصغيرة والمتوسطة هي أفضل وسيلة لخلق فرص العمل التي من شأنها الحد من البطالة.
إن من بين أسس أي اقتصاد قوي وجود نظام تعليمي يوفر لجميع الشباب تعليمًا أساسيًا قويًا و تدريبًا مهنيًا يساعد القوى العاملة على التكيف مع الفرص الاقتصادية المتغيرة.
وتحتاج الحكومات أيضًا إلى ضمان سيادة القانون من خلال نظام عدالة قوي وغير متحيز وأنظمة واضحة يتم تطبيقها بشكل عادل على الجميع.
لقد كان التأثير الاقتصادي لوباء كورونا صعبًا على موريتانيا و الولايات المتحدة والعالم بأسره. أحيي حكومة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على تصميمها على استغلال هذه الأزمة كفرصة لإصلاح الاقتصاد الموريتاني لجعله أكثر اعتماداً على الذات وأكثر مقاومة للصدمات الاقتصادية.
سؤال لموقع تجكجة انفو :
ولاية تكانت تقع في قلب الخريطة الموريتانية ومساحتها 95200 كلم مربع. فرغم التحديات التنموية والبيئية الصعبة، ورغم جهود السلطات العمومية، ورغم كونها من أكثر الولايات أمنا... إلا أن تدخل الهيئات الدولية العاملة في المجال الانساني، لايزال دون المستوى المطلوب. فما تفسيركم لهذه الظاهرة؟
جواب السفير الأمريكي دودمان:
- لقد زرت كل مناطق موريتانيا بدون استثناء وأخبرني القادة الاقليميون و السكان أن ولاياتهم لا تحظى بالتركيز الكافي من الولايات المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين. ولكن لا يمكنني التحدث باسم الشركاء الآخرين، إلا أنه بالنسبة للولايات المتحدة، يمكنني أن أؤكد لكم أننا نتأكد دائما من أن برامجنا تفيد المواطنين في جميع أنحاء البلاد. ولقد أكملنا في ولاية تكانت على سبيل المثال العديد من البرامج في مجالات المياه والأمن الغذائي والحفاظ على الموروث الثقافي. وخلال زيارتي هذا الأسبوع، سوف أزور مشروع كهربة الريف في أشاريم بمقاطعة الرشيد، الممول من طرف مؤسسة الولايات المتحدة للتنمية الأفريقية.
- أعلم أن سكان ولاية تكانت لديهم مخاوف خاصة بشأن المياه. وفي هذا السياق أود أن أحيي زعماءكم الاقليميين ولا سيما قيادة المجلس الجهوي، وكذلك القادة المحليين، على جهودهم في الدفاع عن مصالح سكان تكانت.
سؤال لموقع تجكجة انفو :
هل من كلمة توجهونها لقراء موقع تجكجة انفو؟
جواب السفير دودمان:
- أولاً اسمحوا لي أن أشكر سكان تكانت والسلطات المحلية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الأسطوري الذي حظيت به أنا وفريقي. كما أود أن أهنئ جميع الموريتانيين بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال موريتانيا. و اعلم أن سكان تكانت فخورون جدا بمساهمات هذه المنطقة المهمة للغاية في استقلال موريتانيا. و يصادف هذا العام أيضًا الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية و موريتانيا. وأنا فخور جدًا بأن الولايات المتحدة كانت أول دولة تعترف باستقلال الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
- وعلى مدار الستين عامًا الماضية، نمت شراكتنا وتطورت في العديد من المجالات المهمة. فعلى سبيل المثال، وفي العام الماضي فقط على الرغم من أزمة جائحة كورونا، نظمنا تدريب افلنتلوك العسكري بنجاح و استقبلنا عددًا من كبار المسؤولين الأمريكيين هنا في موريتانيا، و أطلقنا أعمال الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية الأمريكية.
- لقد زرت جميع ولايات موريتانيا وفتنت بالتنوع والثقافة الغنية والموارد الطبيعية لهذا البلد الجميل.
- رسالتي إلى سكان تكانت هي رسالتي إلى جميع الموريتانيين. فأنا كما قلت مرات عديدة، متفائل جدا بشأن مستقبل بلدكم. إن اكتشافات الغاز الطبيعي التي ستضاف إلى ثروتكم الطبيعية الوفيرة و الإدارة الاقتصادية القوية لهذه الموارد
ستطلق العنان لهذه الثروات لصالح جميع الموريتانيين. أنا وزوجتي، جوان، محظوظان جدًا بالعمل والعيش هنا و سيبقي هذا البلد وشعبه قريبين من قلوبنا إلى الأبد