أفضل ما نخلد به ذكرى الاستقلال الوطني هذا العام هو إعلان خطة رباعية لإعداد المدرس وتأهيله وجعله في الظروف المادية والمعنوية التي تمكنه من تأدية رسالته على النحو المطلوب ، ويجب أن ترتكز هذه الخطة على رفع تصنيف وظيفة المدرس حتى تصبح في أعلى سلم الوظائف في الدولة مع ما يستتبع ذلك من امتيازات ومزايا وان يحظى كذلك بتكوين وتأهيل مركز .
ويمكن أن يتم ذلك بتدرج من خلال برنامج زمني محدد يضمن في السنة الرابعة إتمام التكوين المطلوب والوصول براتب المدرس إلى المستوى الذي يجعله من أعلى رواتب الموظفين في الدولة.
وبمجرد إعلان الخطة فإن نتائجها الإيجابية المباشرة ستنعكس على الأداء وسيبدأ القطاع في استقطاب أصحاب الكفاءات والمتميزين وستتغير النظرة إليه بشكل جوهري ، أما عند نهاية السنة الرابعة فسنكون أمام وضع مختلف تماما من حيث توفر المدرسين ومن حيث كفاءتهم وتفانيهم ومردوديتهم.
سيقول البعض إن هذا الكلام غير واقعي، لكنه عندما ينظر إلى أهمية بناء نظام تعليمي متطور وكفء وعندما يستحضر تجارب دول حرقت المراحل وبنت أنظمة تعليمية متطورة نهضت بها بسرعة فائقة من خلال إعطاء الأولوية للمدرسين في مختلف مراحل العملية التعليمية، و عندما يتذكر قبل ذلك وبعده أننا سنظل نسير، في ظل السياسات الحالية، في حلقة مفرغة تلتهم الأموال و تضيع الوقت دون جدوى، سيدرك أن ما سنصرفه من أموال على هذه الخطة لا يساوي أي شيء في ما ستنقلنا إليه من تطور وازدهار في حالة تنفيذها بشكل جيد بعيدا عن الفساد و ممارساته.