منذ أن وجدت السياسة تم اكتشاف إعلام المرحلة الذي انتهى اليوم إلى ماهو موجود لدينا من صحافة
وخلال القرون الأخيرة التي وجدت فيها الصحافة بأشكالها الماضية والحالية وأنماط تحريرها المتوفرة ظل السياسي ـ الطبيعي ـ يربط صلة مع الصحافة ليست دائما ودية ، و لكن ليست عدائية بالتأكيد .
السياسي يجب أن يكون ـ طبيعيا ـ دائما ، و آفة أي سياسي أن تلاحقه العُقد القديمة و أن يفشل في التنصل منها وأن يظن نفسه فوق الجميع أو يتعالى على الصحافة أو على القضاء أو على زملائه أو على الجمهور ..
السياسي الطبيعي لا يكون ـ معقدا ـ أبدا ، و لا يكون متكبرا نهائيا ، و يكون سلوكه دبلوماسيا دائما ، و مرنا غالبا ، و حصيفا و فصيحا أحيانا
السياسة لا تكتسب بالوظائف وهي صفة لا يمنحها رئيس سابق ولا حالي ولا لاحق ، ولا تكتسب بالمال ، ولا بالعلم ولا بالفن ، السياسة شيء آخر تحتاج إلى قليل من كل ذلك وأحيانا لا تحتاج لشيء منه !
السياسة ليست مطابقة للهندسة أو للرياضيات أو للطب أو للقانون أو للأدب هي علم آخر و فن و ممارسة تحتاج دائما إلى "الحصافة" التي تعني "الحكمة أو ثخانة العقل " أولا قبل الفصاحة والصحافة .. ومن أجل أن يكون أحد أولئك سياسيا .. يجب أن يكون حصيفا ..
وأول سمات عدم حصافة السياسي أن يعادي الصحافة أو يكره الصحفيين أو يناصبهم العداء أو يشتمهم أو يسبهم أو يلمح إليهم بالسوء ..
الصحافة ليست جريمة ولا ينبغي أن تكون كذلك
الصحافة كما السياسة فن راق و ممتع .. ولكنه صعب
ولا يمكن أبدا أن نلوم شخصا يمارس السياسة حينما يأخذ موقفا من الصحافة
لا يمكن أن نلومه إذا انجرفت به عُقده و لم يفهم السياق الذي كتب فيه الخبر الصحفي ولم ينتبه لاعترافاته هو نفسه ـ وهي أقوى الأدلة ـ ولم يأبه بالقرائن المقدمة و لم يأخذ بحق الرد
لا يمكن أن نلومه على الأمر فذلك مبلغه من العلم والفهم و" الحصافة" والسياسة
ونحن كصحفيين انتسبنا لهذا الحقل بحق وصدق ومهنية لا ينكرها الا جاحد لا خيار لنا إلا أن ندافع عن أنفسنا وأن نرفض كذب هواة السياسة ... لأن السياسة بريئة من ذلك التصرف والسياسيون نبلاء بطبعهم ، أذكياء لا ينجرون إلى المستنقعات التي تحطمهم
وحينما يشتم من يمارس السياسة حقلا بأكمله ـ مثلا الصحافة ـ ، ويتهمه بالاسترزاق والابتزاز والتملق والكيد و .... لا يمكن أن نلومه ـ فهو لا يحتمل اللوم ـ بل يجب بدل ذلك أن ننظر إلى خاتمته و نتوقع فشله ..