"أنى لبلد ما زال القائمون فيه على البحث العلمي يسوقون الحصول على تمويل لهذا المجال الحيوي من دولة أجنبية ذات أهداف استعمارية بمبلغ زهيد يقل عن 200 مليون أوقية قديمة على أنه نجاح وتطوير للبحث العلمي أن يقلع!؟. ألم يكن من الأولى التركيز على تخصيص تمويل معتبر من موارد ما يسمى بخطة الإقلاع لتطوير هذا الحقل الحيوي الذي لا تنمية بدونه؟. أليس ذلك أولى من اللجوء لطلب دعم زهيد و مهين من دولة تصر على التحكم في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا؟. أم أن أولويات القطاع والقائمين عليه في هذه المرحلة هي تكريس التبعية في كل شيء للدولة الفرنسية و إيهام السلطات العليا بان ذلك هو طريق النهوض بالقطاع في الوقت الذي ما هو في الواقع إلا تدمير له وتعميق لاختلالانه الجوهرية.
لا إقلاع بدون النهوض بالبحث العلمي، و بديهة لا يمكن ذلك بالاعتماد على مساعدات وهدايا الدول التي تسعى إلى تكريس هيمنة ثقافتها و نظامها التعليمي وتبعية الآخرين لها، أما آن للمغالطات أن تتوقف ،إنها مجرد مضيعة للوقت".