منذ عدة أشهر لاحظنا، بين الحين والآخر، نشر بعض الأخبار الزائفة هنا وهناك على صفحات ومواقع مختلفة، بالعربية تارة، وبالفرنسية طوراً، تتقاسم جميعاً هدفاً واحداً هو محاولة النيل من سمعة وصورة رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم السيد أحمد ولد يحيى في الداخل والخارج! والملاحظ في هذه الأخبار جميعاً هو تواترها على تزييف المعلومات، دون أي دليل، ومحاولة ربط اسم رئيس الاتحادية شخصياً بكل ملف مهما كان بعيداً عنه، بغرض خلق أي خيط يقود إلى النيل من صورته، ولو كان خيطاً هشاً ضعيفاً أوهن من بيت العنكبوت! ورغم أنه لا أساس مطلقاً لأي من تلك الأخبار الزائفة التي تستهدف الرجل في صورته وحتى في عرضه وشرفه ونسبه، ويستحيل على أصحابها أن يجدوا لها أي دليل يعضدها، لأنها مجرد حيف وبهتان وتأليف من صدورهم، إلا أن بعض المغرضين المناوئين للرجل يتلقفونها بسرعة كبيرة في كل مرة، وكأنها انتصار عظيم قد حققوه! ولكن الأسئلة المطروحة الآن بالنسبة للقارئ المحايد والباحثين عن الحقيقة دون أغراض، هي؛ من يقف وراء هذه الحملة؟ وما هدفه منها؟ ولماذا يطلقها في هذا الوقت بالذات؟! للأسف، لقد حصلنا مؤخراً على معلومات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن وراء هذه الحملة جهة خارجية، تعتبر السيد أحمد ولد يحيى منافساً محتملاً قوياً لها على رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وقد رصدت هذه الجهة آلاف الدولار لشراء ذمم بعض الأشخاص الموريتانيين من أجل تعاونهم معها في سبيل تحقيق هذا الهدف! ورغم أن ولد يحيى لم يؤكد حتى هذه اللحظة ترشحه لرئاسة الكاف، كما لم ينفِها أيضاً، إلا أنه منذ تم طرح اسمه في أبرز الصحف الأفريقية كمرشح محتمل لرئاسة الكاف، بوصفه واحداً من أبرز الأسماء الكروية في القارة حالياً، بدأت هذه الجهة المشار إليها ترى في ترشحه خطراً عليها، لتبدأ عملية البحث عن أي خيط يقود إلى أي موضوع، مهما كانت سخافته، بهدف تلطيخ صورة الرجل، حتى لا يكون عقبة في وجه طموحها في تولي رئاسة الاتحاد الأفريقي، وهو أسلوب تقليدي متّبع منذ القدم لدى بعض اللوبيات الكروية في القارة السمراء. والمؤسف أكثر من ذلك أن وسطاء لهذه الجهة الخارجية قد بحثوا بالفعل عن خيوط اتصال بأي موريتانيين تربطهم "عداوة" من أي نوع مع رئيس الاتحادية، بهدف زراعة البذرة الخبيثة من الداخل أولاً، ثم تصديرها إلى الخارج لاحقاً! وقد حصلت هذه الجهة بالفعل على خيوط اتصال بمواطنين موريتانيين، لتبدأ مرحلة التلفيق والتشويه، حتى وصل بهم الأمر، إلى درجة التشكيك حتى في انتماء ولد يحيى أساساً لموريتانيا، ثم بلغ الاستهداف أوجَه أخيراً؛ باستغلال حكم المحكمة الصادر قبل يومين في حق الاتحادية بشأن نادي الكونكورد. والغريب في هذه المسألة هو صدور الحكم نفسه، حيث تحوم شكوك -تدعمها الأحداث والمعطيات- حول اتصال هذه الجهة بالمحامي نفسه المتعهد بمتابعتها لصالح الاتحادية! وذلك لأن قرار المحكمة قد بنته على مسألة غريبة، وهي "عدم حصولها على أي رد من الاتحادية بشأن أسئلتها"، رغم أن المحامي يملك كافة الأدلة والوثائق والمستندات الموقعة والمثبتة التي تؤكد سلامة موقف الاتحادية في الملف (نشرتها الاتحادية سابقاً ونشرتُها شخصياً على صفحتي هذه أمس)، فما الذي منع هذا المحامي من إعطاء هذه الوثائق للمحكمة في الوقت المناسب، إلا أن يكون قد تم الاتصال به للتآمر معه على الاتحادية في هذا الملف بالذات لاتخاذه "البذرة الخبيثة" التي كان البحث عنها جارياً؟!! سؤال ينتظر جواباً! المؤكد هو أن هذه الجهة الخارجية المذكورة قد تلقفت بسرعة خبر قرار المحكمة، ثم ربطته باسم رئيس الاتحادية شخصياً؛ رغم أنه لا صلة شخصية له به، ثم بنت عليه الكثير من التلفيقات الأخرى التي سعت إلى نشرها في مواقع أجنبية! أخيراً؛ إذا كان من المفهوم أن تسعى جهة خارجية منافسة على المستوى القاري لتشويه صورة ولد يحيى، فإن المؤسف جداً، وغير المفهوم أبداً، هو أن تجد تلك الجهة من بين أبناء موريتانيا من يمد لها يدن العون في هذا الموضوع بالذات، مقابل دراهم معدودة، بهدف قطع الطريق على مواطن من بلدهم؛ يشهد له كل من عرفه عن قرب أو سمع عنه بصدق، أنه رجل وطني نظيف، ذو كفاءة مهنية عالية، ويتمتع بكل صفات المسؤول المثالي من إخلاص وصدق وتضحية وإرادة.. بيْد أن المؤكد هو أن الخاسر في النهاية هو من يبني طموحه بالتزوير والتلفيق والكذب، وأما من يبني طموحه على الصدق والوضوح والعمل والرؤية المستنيرة فلا خوف عليه؛ فأما الزبَد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض!
محمد اندح صحفي وكاتب موريتاني