قال القيادي الموريتاني المعارض المقيم في فرنسا لبروفسير أحمد عمو بن المصطفى بن الطالب احمادو إن الحداثة والمدنية لا تقتضي القدح في الدين ومعاداة الثوابت. وأضاف بن الطالب احمادو في تدوينة له على حسابه بالفيسبوك : كنت دائما أكرر و أنبه بعض الشباب المتحمسين الضائعين فى دهاليز الحداثة المتشعبة المحبطين و المتمردين على الخطاب الدينى التقليدى المتحجر أن تيار التنوير و الحداثة هو فكر متكامل يطالب بالدفاع عن قيم كونية جامعة تدعوا الى حرية الرأي و المعتقد و العدالة و المساواة و حقوق الإنسان و التسامح و التنوع و ليس حركة تبشيرية دينية أو الحادية كفرية تسب المقدسات و تحاول زعزعة إيمان الناس بمعتقداتهم . و ليست مشروعا سريا مخادعا يتبنى التغيير فى العلن و يضمر الوقيعة بالدين . بل إنه بالعكس قد يجاهر بخطاب صادم مستفز لهز اليقين و الإيمان ببعض الآراء البشرية المتجاوزة التى ارتقت تدريجيا عبر التاريخ الى درجات القداسة و يتبنى فى نفس الوقت ، داخليا خطاب التهدئة و التفهم للرأي المعاكس لأن الهدف هو التجديد عبر الحوار الهادئ و التقدم التدريجي . فأصحاب هذا الفكر يعتبرون متعصبين للإسلام حين يكون مستهدفًا فى بلاد لا يملك فيها القوة و المنعة و يعتبرهم بعض المسلمين متخاذلين خائنين حين يوجهون بعض اللوم الى المسلمين و يدافعون عن أصحاب الديانات الأخرى فى بلاد تمكين الإسلام . لذا فان الاحتماء بالحداثة و التنوير لتصفية الحسابات مع الدين هو جبن و خيانة و عمل هدام مدان من طرف هذا التيار لأنه يضره أكثر مما يضر غيره ...