قال النائب البرلماني والقيادي بحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل ) الدكتور الصوفي ولد الشيباني إن ما حصل من تطورات في صف النظام كان مهما جدا للبلد ليس لأن الامور حسمت لصالح شخص معين أو ان زيف الولاء للرؤساء قد انكشف فذلك ليس ما اهتم به هنا، بل إن الامور المهمة في نظري المتمخضة عن الصراع على مرجعية حزب الرؤساء هو تحرير الموريتانيين من عقلية سادت منذ فترة وكادت تترسخ لديهم وهي ان ثمة شخصا يهيمن على الحكم وباستطاعته التحكم في شؤون البلاد سواء كان في السلطة او خارجها وان لديه القدرة على العودة للحكم متى شاء وأن الرئيس الحالي سيتحول إلى أداة في يده هو يحركها كيف يشاء. و اضاف ولد الشيباني في تدوينة له على حسابه في الفيسبوك
: لقد انتهى ذلك فعلا واستيقن الجميع بأن من غادر السلطة بغض النظر عن انجازاته ودرجة ارتباط انصاره به سيتحول إلى شخص عادي ويفقد كل مقومات التحكم في الشؤون العامة، وفي النظام الحاكم حاليا يفقد بالاضافة إلى ذلك ولاء من كانوا يمجدونه بالامس القريب وينادون علنا بأنهم لا يريدون غيره حاكما ويطالبون بتنصيبه حاكما مدى الحياة ويربطون حياتهم بوجوده .
لقد كان تحطم تلك العقلية ضروريا للتحرر من بعض رواسب العشرية التي حاولوا ترسيخها في أذهان المواطنين لإضعاف همتهم وتيئيسهم من إمكانية حصول التغيير الذي ينشدونه.
لكن المحبط والمحزن هو ان الحزب الاكبرفي البلاد والذي يتغنى أصحابه بأنه حكم البلاد منذ عشر سنوات مازال تائها يبحث عن مرجعية من الاشخاص لا من الافكار و القيم، ويتنازع اصحابه ألتمسك بالرئيس السابق مرجعية أو استبداله بالرئيس الحالي مع أن كليهما خرج من نفس المشكاة وقادا معا نفس النظام خلال السنوات العشرة الماضية بنفس الرؤية والبرنامج.
ولئن كان الصراع على مرجعية حزب " الرؤساء " قد حسم الآن على الأقل لصالح الرئيس الحالي الذي أرسل رسائل إيجابية من خلال برنامجه وتوجه بعض وزراءه نحو اتخاذ إجراءات ملموسة لإصلاح قطاعاتهم وبدأ بعض الخطوات في اتجاه الانفتاح على المعارضة وتطبيع العلاقات معها ، وهو أمر مهم ، اي حسم الصراع لصالح صاحب هذا التوجه، إلا أن الامر الأهم والجوهري لإحداث قطيعة مع نهج النظام السابق هو كشف حصيلة فترة حكمه للبلاد والتحقيق في الجرائم الاقتصادية والمالية والفضائح التي ارتكبت في عهده ومحاسبةالمسؤولين عن ذلك والتوقف عن إسناد الوظائف والمصالح العامة للمفسدين واسترداد الاموال المنهوبة بغض النظر عن من شارك في ذلك ولا يمكن أن يحصن من ذاك بأي حال تبدل الولاءات في صفوف اشخاص النظام أو القفز من سفينة الولاء للرئيس السابق بعد أن شارفت على الغرق،
وهذا هو ما طالبنا به منذ اللحظة الاولى لهذه الحكومة وبالتحديد أثناء مناقشة برنامجها من اجل نيل الثفة من البرلمان وليس مقبولا ان تحول الصراعات داخل النظام دون القيام بذلك أو تؤجل حصوله.
وعلى صعيد آخر فإن هشاشة تعاطي حزب الاتحاد من الجمهورية على المستوى القيادي مع الشأن الحزبي من منظور تكريس قيم الديمقراطية والمؤسسية وعدم الارتباط بالأشخاص، مع كامل الاحترام لقياداته، قد أبان عن الحاجة الملحة لإصلاحات مهمة في النظام الانتخابي الوطني تضمن الحيلولة دون تمكن حزب واحد يتخذ من الأشخاص مرجعيته في توجهاته وقراراته من الهيمنة بشكل مطلق على المشهد السياسي الوطني وهو ما يتطلب إجراء حوار وطني جاد بين النظامةوالمعارضة للتوصل إلى توافق بخصوص العديد من القصايا من ضمنها ما يتعلق بالعملية الديمقراطية والنظام الانتخابي والضمانات المرتبطة بذلك.