تواصل ورعب الوصاية / محمد غلام الحاج الشيخ

أربعاء, 28/08/2019 - 13:13

 يأتي موسم الأمطار وما يصاحبه من كوارث تنقشع فيها كل ظروف الحياة الطبيعية عن المتضررين الأمر الذي يجعل من في قلبه ذرة من إيمان أوشفقة مسؤولية لا يحتمل السكوت متفرجا على أوضاع الملهوفين ، 

   
من هنا تأتي نفرة أهل تواصل قبل ان يكون تواصل حزبا وبعد وجوده، فالقوم لا يقفون متفرجين لحظة الأزمات بل هنالك مهارات بسيطة وذاتية في أحيان كثيرة. حيث يتنادى الموجود من أهل الحزب في أقرب مكان لموقع الحادث، فيبدأو ن حملة بذل من ما في الجيوب والبيوت، ثم يتم التحرك نحو المنكوبين والأمر لا ينتظر قرار امركزيا من القيادة بل هو إلف راضَ عليه القوم وتعودوا، كما أنه جزء من تربية الأفراد على نفع المجتمع وتصدر المسؤولية في المساعده عند الملمات، ومع كارثة أهلنا في سيلبابي يعود الحديث عن تواصل وخدمات أهل تواصل وفوبيا تحرك أهل تواصل. 

وبدل أن تدرك الدولة قيمة تلك ذلك الجيل المؤمن الذي بذّ المجتمع بخلال من الخير ومناشط من الإحسان، الجيل الذي يجافي المنكرات ويشيع محاسن الأخلاق، ينكر ذاته ويضحي من أجل الآخر عبادة لله وخدمة للمجتمع الجيل المستبسل في النفع الحريص على الرفع من شأن المعتر والفقير بعيدا عن تفتيش الانتماء أو العرق واللون.
بدل أن تتقدم الدولة لتلك الصفوة بالتكريم والإشادة وتنافسهم الأحزاب والمنظمات في ميدان المعروف النافع ، تقف الأجهزة الرسمية لهم بالمرصاد تقاوم أعمالهم الخيرة ساعة العسرة ولحظة المسغبة !!! ولن تجد للوالي والحاكم وعيون الأمن  أوفر من تقارير الرصد لأهل تواصل ومايقومون به في زعمهم من (إحراج للدولة وتبيان غيابها والنيابة عنها) في بناء الأعرشة وتوزيع الغذاء والدواء والوقوف مع المنكوبين. 
وسوف تصبح المهمة الأساسية للإدارة هي الحؤول بين ذلك الجهد المخلص وأصحاب الحاجة مكرسة تقارير كاذبة خاطئة تصلى نار الجوع والفاقة كي تحول بين الأيدي المضمدة والجرح النازف بالحاجة.
لن تتجه تقارير  الأجهزة إلى تفريط المسؤول المحلي الذي أنيطت به مهمة إدارة الدولة وخدمة المجتمع ولذلك أتاحت له القوانين صرف وسائل الدولة (وتسخير الأموال الخاصة حتى تُسترجع) لن يتم الكلام عن فشله في سرعة الوصول بل يُغض النظر عن خلفية فعل الخير وهي الدافع الأساسي لذلك الجيل من الخيرين ، فتصرف إلى منافسة الدولة وكسب الأصوات، والله الجليل العظيم يعلم كذب ذلك الادعاء وحجم أختلاق كتبته الآثمين .
إن مرد كل تلك الحساسية المفرطة وذلك التصرف المتشنج المشين من القائمين على الدولة مرده إلى خلفية الوصاية التي تدار بها أمور الدولة والمجتمع، ومالم يتم التخلص منها لن ننهض في أي مجال ولن يكتب لنا مجاوزة القاع السحيق الذي نحن فيه، من الأنانية التي تدفعنا للإضرار بالمجتمع كي لا يكسب عالم مكانة علم بذله أوجواد سمعة حسنة أو سياسي موضع قدم في مجتمع يخدمه،
إن على الرئيس الجديد أن يدرك حجم الكره والشطط الذي توجه به بعض التقارير التي تصنع بها بعض الجهات المتنفذة الكراهية والبغضاء وتشعل بها أوَّار الحرب على خِيرة الناس وخلاصة المجتمع لمجرد أنهم يمتلكون زمام المبادرة وينفعون الناس ويمكثون في الارض.
حرب هذه الثلة الخيرة من أبناء الوطن منهك للمجتمع ومضيع لجهود الدولة، ومخرب لقواعد الدستور والقانون.
وهو الوهم الذي حمل من سبق لقرار توقيف العمل الخيري مالم يكن مأذونا من الدولة وتحت لواء الدعاية لرأسها، ولم يدري العُمش من كتبة تقارير التحريض تلك أن في الغرب والشرق أدوارا هائلة للمجتمع المدني في تنمية المجتمعات والدول وهي أدوار أصبحت المؤسسات الدولية الكبرى تقيس بها رشد المؤسسات وفاعلية الدول .
محمد غلام الحاج الشيخ

تابعنا على فيسبوك