لن نطريك، سيدي الرئيس "المكمل ولايته" علي أحسن وجه وأكمله،لأنك لا تحتاج إلي إطراء. فجميل صنيعك، وعميم نفعك علي البلاد والعباد، كفيل بشكرك من دون إطراء.
لن نطريك، سيدي الرئيس "المكمل ولايته"علي أحسن وجه وأكمله، وليس "المنتهية ولايته" ، كما يحلو بذلك التفوه،والترنمللشانئين، الذين لا يُقدِّرون إنجازاتك، ولا يكنون لوطنهم، موريتانيا، أدني نزر من حب.
فكل شيء أبيض ناصع، ما امتلأت جيوبهم، وانتفخت بطونهم، وازدهرت أعمالهم، وراجت بضاعتهم؛ وينقلب كل شيء إلي سواد حالك، عندما تتعرض مصالحهم "الشخصية" لأدني تعارض مع المصلحة العامة. هؤلاء تصادموا مع نهجك الإصلاحي بالتأكيد، وهم، وحدهم، شرذمة قليلون،- وإنهم لنا لغائظون!- لكن بحق؛هم وحدهم، في غاية النشوة لمغادرتك سدة الحكم.
لن نطريك، سيدي الرئيس "المكمل ولايته"علي أحسن وجه وأكمله، لأن أمثالك من القادة الأفذاذ قلة، وعملة نادرة، بل عنقاء مغرب؛ فما اتصفوا، ووصفوا، دون إطراء، بهذه الصفة، إلا لأنهم تفانوا في خدمة أوطانهم.
لن نطريك، سيدي الرئيس "المكمل ولايته"علي أحسن وجه وأكمله، لأن أمثالك من القادة الذين يقطعون بأوطانهم أشواطا كبيرة، ما كان لها أن تقطع، لا نلقاهم في سائر الأيام، ولا تسفر عنهم بعد فرزها، صناديق الاقتراع، في كل استحقاق، ولا في كل صقع من الأصقاع.
فأنت من أولئك القادة الذين قطعوا بأوطانهم أشواطا كبيرةما كان لها أن تقطع، لولا العزيمة الفولاذية، والإخلاص والتفاني في خدمة الوطن؛ والجهد الدؤوب، الذي لا يفتر ولا يكل، ولا يتسلل إليه خور، أو توان، أو كسل.
الشكر دون الإطراء، هو الذي يليق بمقام قائد ملهم مثلك، انتشل وطنا بأكمله،
من:
-حضيض التسيب، والوهن؛
-وخطيرالانفلات الأمني؛
-ومنتهي الهشاشة في البنية والمؤسسات؛
-والبدائية والتخلف الكبير في البني التحتية،
-والغياب التامعن لعب أي دورعلي الساحة الدولية؛
إلي:
-قوة عسكرية، مع مستوي تسليح مرضي، وجاهزية كاملة،
-وضبط للأمور الأمنية،بدقة وصرامة متناهية،
-ورد للاعتبار،والهيبة، إلي الدولة الموريتانية،
-وهزيمة تامة، ساحقة ماحقة، للشرذمة الارهابية.
فشهدت بلادنا في عهدكم الزاهر، الميمون، نقلة نوعية في البنية التحتية، وتبوأت مكانتها الدولية اللائقة، وبشكل أخص، بين الدول العربية والافريقية.
فلن نطريك، سيدي الرئيس "المكمل ولايته"علي أحسن وجه وأكمله..
لكن لن نفيك حقك في الشكر، مهما شكرناك. وحسبنا، في عجالة، محاولة سبر عمق التجربة في ظل عهد النماء والازدهار الذي دشنتموه؛ استجلاء لمحاسنه، ونشرا لمكارمه، واشادة بتوافقه معتطلعات الشعب، ومنتهي تناغمه.
فمنذ الوهلة الأولي لحركة التصحيح الميمونة التي قدتم، اتسمت سياستكم الرشيدة بالأفكار العامة التالية :
1-الموريتانيون أقوياء، وعلي أرضنا نستطيع تحصين حدودنا، ولن يفعل ذلك أحد مكاننا. كذلك لا بد من معرفة من نحن، أي من يحق له الحصول عليالأوراق الثبوتية الموريتانية، ومن لا يحق له ذلك. بمعني آخر، لا بد من تحديد دقيق، آمن، سريع، وشامل لمن هو موريتاني، من غيره.
2-أكبر مهمة، وأولي أولوية، بالنسبة لبلادنا،هي استتباب الأمن، والحفاظ علي استقرار البلد، ومحاربة الإرهاب بلا هوادة. كذلك لا مجال للتطرف، لا في العلمانية التي تلغي ثوابت وطننا التي قام عليها أصلا، ولا في التشدد الديني والتعصب، المنافي لسماحة وسلمية التدين لدي الموريتانيين.
3-كل ما استطاع الآخرون صناعته، ممن هم في مستوانا التنموي من الدول، فنحن قادرون علي صناعته. ولا بد من خلق نسيج صناعي وطني موريتاني، في كافة المجالات والأنواع الصناعية. مما يستلزم إتقان عمليات من قبيل تعبئة الموارد، والاعتماد في المقام الأول علي الذاتية منها، وكسب ثقة كافة الشركاء الأجانب.
4-التخلف الكبير علي مستوي البنية التحتية، لا بد من تداركه، وفي أسرع الأوقات.، لأن ذلك شرطأبجدي في إمكانية جذب المستثمرين والممولين الدوليين. فكان لزاما التركيز، بشكل كبير، علي شق الطرق وتعبيدها، والنفاذ الشامل إلي الخدمات الأساسية للمواطنين، من ماء شروب، وكهرباء، وسكن لائق، وتغطية صحية كافية.
5-في زمن العولمة، والثورة الاعلامية الهائلة، الناتجة عن "طفرة" الرقمنة وصناعة الحواسيب، والهواتف الذكية، وشبكات الاتصال؛ وتدفق المعلومات عبر الكابل البحري والأقمار الصناعية؛ كان لا بد من الإسراع في إطلاق حرية الصحافة، وتحرير المجال السمعي البصري، والقضاء علي سجن الصحفيين ومتابعتهم، وانتهاء الرقابة الحكومية علي ما ينشر، لأنها لم تعد فعالة ولا حتي ممكنة.
6-بما أن البلاد عرفت تراكمات كبيرة وكثيرة، من الغبن والتهميش وسلب الحرية لمجموعة لا يستهان بها من المواطنين؛ وكذا مخلفات ما عرف بـ "ملف الإرث الإنساني "، بعد أحداث الثمانينات المؤلمة التي عرفتها موريتانيا؛ كان لا بد من امتلاك الارادة السياسية، والتحلي بالشجاعة اللازمة للتصدي لهذه الملفات الشائكة، والحد من سلبية استمرار آثارها.
7-لم تكن المكانة الدولية للجمهورية الاسلامية الموريتانية، في حاضنتيْها الطبيعيتيْن، العالم العربي والافريقي، لم تكن تناسب المجد التليد "لأرض المنارة والرباط". فكان لا بد من الشروع فورا في لعب دور دبلوماسي فعال، علي المستوي شبه الاقليمي، الاقليمي، العربي، الافريقي والدولي. فتم الشروع في كسب ثقة الأسرة الدولية، ولعب الأدوار الدبلوماسية كاملة، وعدم التنازل أو التساهل في أي شبر منها.
هذه، وعلي عجل، وباختصار صعب و شديد، محاولة لسبرعمق تجربة غنية، متنوعة، شاملة، ثرة، سابغة، ومعطاء؛ امتدت علي مدي ما يزيد علي عقدين من الزمن. عرفت التوفيق والنجاح الباهر في معظم الأحيان، لكنها، ككل جهد بشري، عرفت كذلك نواقص في التقدير والتدبير أحيانا، أو اختلالات في التخطيط والتنفيذ أحيانا أخري، أو هنات في المراقبة والصرامة في المتابعة والتسيير.
فكل ذلك وارد، وبالإمكان تتبع مَكامِنه، حتي الوصول إلي منبعه ومُسبِّبِه. لكنها، والحق يقال، نواقص لم تصل في يوم من الأيام، خلال هذين العقدين، إلي حد الفشل الذريع، أو التقصير الشنيع، كما يحلو للبعض أن يصف.
وفي الختام، نقول للسيد الرئيس " المتم" عهدته إلي أجلها غير منقوصة، علي أكمل وجه وأحسنه، نقولبلسان حال الوطن والمواطنين: جزاك الله خير ما جازي قائدا مخلصا عن قومه ووطنه. وأجزل لك الثواب دنيا وأخري، ودامت أيامك بالأفراحوالمسرات. فعلي المستوي الداخلي، كنتللمواطنين الحمي المنيع، والملاذ الآمن، والساهر علي مصلحة الجميع؛ وفي خارج البلد، كنت أكبر راع لمصالح موريتانيا ومدافع عنها في المحافل الدولية، والممثل لها أحسن تمثيل.
لن نفيك حق الشكر، مهما قلنا، سيدي الرئيس، ولن نستوفي حقك علي موريتانيا وساكنتها، من الشكر والامتنان.
فلك الشكر بعدد كل قطرة تقطر من مياه بحيرة "اظهر" ، و "بوحشيشة"، و "فم لكليته"؛
ولك الشكر تعداد كل لبنة أو حجارة، استخدمت في تشييد الطرق، والسدود، والممرات، والأرصفة؛
ولك الشكر عدد كل سمكة تم صيدها، بــ "زوارق صنعت في موريتانيا"، وبخبرات كونت في موريتانيا، وبأيد عاملة موريتانية؛
ولك الشكر عدد كل قطرة لبن، تم تعليبها في علب "انكادي"، في مصنع الألبان في لعيون؛
ولك الشكر عدد كل حبة من أرز، قمح، أو شعير، تم حصادها علي الضفة، بفضل استصلاح الأراضي الزراعية من طرف شركة "اسنات" للاستصلاح الزراعي؛
ولك الشكر عدد كل رحلة جوية، هبطت طائرتها أو أقلعت من "مطار أم التونسي" الدولي، الواجهة الجديدة المشرفة لموريتانيا؛
ولك الشكر عدد كل حرف خطه تلميذ أو تلميذه موريتانية، يتطلعان إلي غد مشرق، من خلال دراستهم في ثانويات "الامتياز"، أو "الثانوية العسكرية".
وداعا، سيدي الرئيس، محمد ولد عبد العزيز. فسيظل اسمك منقوشا بأحرف من ذهب، في السجل المشرف، لخدمة الوطن و تنميته، ورقيه، وازدهاره.
نواكشوط 01/08/2019م
محمد يسلم يرب ابيهات