الحسن ولد مسعود
تحت هذا العنوان خرجت جموع غفيرة من لحراطين رجالا ونساء ،شيبا وشبابا،وكل من يناصرهم في قضيتهم من كل مكونات الشعب الموريتاني يوم 29/إبريل/2019....
لم يخرج لحراطين من وراء الشفق الأزرق ليجعلوا من الألم رمزا للحياة ،وإنما خرجوا ومن معهم، ليجعلوا من الحياة زمزا للحرية والعزة والكرامة..
إنهم لحراطين ،ؤلائك القوم الذين توالت عليهم قرون من الظلم والإستعباد وسنين من التهميش والإقصاء ،ؤلائك الذين ظلوا قرون من الزمن وهم في خدمة المظومة الإقطاعية التي لا تعرف العدل والمساواة ،فمارست عليهم كل صنوف القهر الإذلال وتكميم الأفواه وإلجام العقول ،وظل لحراطين على ذلك الحال سنين عداد وهم منضبطين في طابور طويل يمدون إيديهم لعطاء ينالونه من "الشيخ الكبير " الذي أضع نفسه آله على الأرض وفي إستجداء ترسخ في عقول هؤلاء البؤساء الذين توقف عندهم التفكير منذ أن قيدت عقولهم أن هذا "الشيخ " هو رازقهم وبطاعتة يدخلون الجنة ...
فما تجرعه لحراطين من غصص في تلك الحقب وما تجشموه من مكابدات وإستعباد بعد العز ،جعلهم ينظون الصدور على حرقة إلى "الإنبعاث " فماعاناه لحراطين فالعهود الماضية ،وشعورهم بالعيش تحت الوصاية أورثهم شهقة كشهقة النبي آدم، ،يوم 5 مارس من عام 1978 فتمزقت خيوط العتمة وأنفلق عمود الصباح تحت إسم (حركة الحر)أول حركة إنعتاقية تدافع عن حقوق لحراطين تحت عنوان (أخوك الحرطاني )فظل لحراطين ينشيجون كنشيج النبي يونس ،وينينون كأنين النبي أيوب ،حتى عام 2010 فإستقظت موريتانيا على حركة إكثر قوة وشجاعة من سابقتها ألا هي الحركة التحررية الإنعتاقية ( إيرا )،فقدمت هي الأخرى تضحيات جسام في سبيل القضية والشعب ،ومازالت على ذلك..،ولم يمضي وقت طويل على تأسيس إيرا ،حتى إجتمعت جميع قيادات لحراطين وأطرهم يوم 29/إبريل/2013 من أجل تأسيس ميثاق لحراطين من أجل الحقوق السياسية والإقتصادية ضمن موريتانيا متصالحة مع ذاتها ،وكان أول رئيس له هو محمدسعيد /همدي ،وبعد وفاته، خلفة الحقوقي بوبكر ولد مسعود ،ومن بعده رائيسه الحالي المحامي العيد /أمبارك ....،
إنه الميثاق ذالك الإطار الذي يسموا على الإنتماءات الفكرية والسياسية والحركية ،والذي يحتوي على وثيقة تتضمن على 38 طلب من أجل الرفع من مستوى أوضاع لحراطين على كافة الأصعدة..،فجتمع حوله كل أصحاب الضمائر الحية التي تنشد العدالة المساواة ،بمختلف ألوانهم وأعراقهم.....
إستطاع الميثاق وحلفاؤه من الحركات المدافعة عن هذه القضية أن يضغطوا بجهودهم المتواضعة على السلطة العنصرية وأعوانها أن تشرك لحراطين سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ،فقد تحققت بعض من تلك المطالب ،وخاصة على المستوى السياسي ،ومازال الميثاق مواصلا على ذلك المسار متمسكا بتلك الوثيقة التي المطالبة بحقوق لحراطين......فكانت هذه السنة: 2019 هي ذكراه السادسة التي يجدد فيها الميثاق العهد مع المظلمين والمقهورين والبؤساء على انه ثابت وصامد والسائر على الدرب وقابض على تلك المطالب حتى تتحقق العدالة المساواة.