جاؤوا بإنقلابات..و سقطوا بإنقلابات ! / محمد ولد سيدي لم يستخلص

أحد, 28/04/2019 - 14:29

لم يستخلص القادة الأفارقة العبر بتشبثهم بالحكم، لا من بعضهم، و لا من العالم الحر، فإذا كان التمسك بالحكم حتى " اللحد "يساعد في تنمية الشعوب، و تقدمها، وازدهارها، فإن أقوى الدول، في العالم ، و أعظمها، ستكون السباقة الى هذه النظرية الفريدة في العلوم السياسية ، و من المفارقات أن الدول التي تحترم دساتيرها فيما يتعلق بفترات الحكم، تكون أكثر أمنا ، وتنمية، واستقرارا و جلبا للإستثمارات الخارجية مقابل معاناة متفاقمة في كافة المجالات و الدول التي عرفت أنظمة شمولية عمرت عقودا تعد في مؤخرة دول العالم من حيث معدلات التنمية الشاملة لتظل رهينة وضعية سياسية و إقتصادية خانقة تمتاز بالإضطرابات والعصيان المدني والقمع والضغوطات الدولية : من حصار اقتصادي ، الى التدخل في الشؤون الداخلية، و الملاحقة القضائية ومن أهم الدول الإفريقية التي حطم فيها رؤساء أفارقة أرقاما قياسية بالإستمرار في الحكم رؤساء جاؤوا بإنقلابات و سقطوا بإنقلابات أو ثورات شعبية وهم: 

1 - زيمبابوي 

حيث دام حكم روبيرت موغابي 37 سنة في الحكم ترك فيها البلاد في أسوأ مناحي الحياة الأقتصادية والسياسية والإجتماعية. 

2 - مصر 

دام حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك 30 سنة سقط إثر ثورة شعبية لم يكتب لها النجاح، لكنه خلف تاريخا سلبيا من ناحية الحريات العامة و الفشل الأقتصادي والسلم الإجتماعي والقمع قبل أن يتنحى عن منصبه تحت الضغط الشعبي في حراك يناير سنة 2011 م 

3 - تونس 

إنقلب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ، على الحبيب بورقيبة في أواخر التسعينيات ودام حكمه 23 سنة امتازت بتحسن إقتصادي مقابل كبت للحريات العامة ومصادرة الرأي و استئصال التيار الإسلامي قبل أن يسقط فيما يعرف بثورة الياسمين سنة 2011 أيضا .

4- موريتانيا 

لم تسلم موريتانيا من حكم العسكر، حيث عرفت البلاد أطول فترة من حكم العسكر في عهد الرئيس السابق معاوية ولد الطائع دامت أكثر من 21 سنة، صحيح أنه جاء بالتعددية الحزبية، لكنه نسجها على طريقته الخاصة حيث تفشى الفساد الإداري و تجذرت القبلية والجهوية و صودرت الحريات و قمع كل القوى السياسية المعارضة حتى طالت الإسلاميين وبلغت الديون الخارجية و تدني العملة المحلية درجات قياسية قبل أن يطاح به بإنقلاب عسكري سنة 2005 .

5- عمر البشير 

 

وصل هو الآخر الى الحكم عن طريق إنقلاب عسكري نهاية الثمانينات و لما سقط النظام الشرقي عم النظام الديمقراطي دول العالم الثالث بما فيها السودان، فحكم عمر البشير بالديموقراطية المزيفة وامتاز حكمه بتشظي السودان وتفككه والقمع و مصادرة الحريات واسكات الصوت المخالف قبل أن يسقط بإنقلاب عسكري تحت ضغط الحراك الشعبي الأخير الذي دام عدة أشهر في وقت كان هؤلاء ينوون توريث أبناءهم للحكم في هذه الدول التي يشتم نظام الحكم الملكي الوراثي فيها. 

لم يكن هؤلاء وحدهم، من حكم ، واستبد ، سيسلك سبيلهم في قابل السنين، أكثر فأكثر، لكن " الشعوب " ستظل تكافح، و تناضل حتى تتنزع كرامتها و تتذق طعم الحرية والعدالة الإجتماعية، لذا فالحراك الأخير في الجزائر و السودان لم يكن وليد الصدفة بل جاء نتيجة حلقلات و مخاضات عسيرة من الإنتفاضات الشعبية الناجمة عن الملل و اليأس من إمكانية تعايش سلمي يضمن الأمن والإستقرار وتحقيق نمو شامل ، وبتتالي السنين تلو الأخرى ، لم تستطع هذه الشعوب التخلص من ويلات الغطرسة والإهانة التي فرضت عليها بالحديد والنار إلا بالثورات وفتح الصدور العارية لرصاص جنود الطغاة و إبلاغهم أن تسونامي الجماهير الجائعة، المتعطشة للحرية، لم تستطع الجيوش الجرارة أن تقف في وجهه ، ف طوبى للشعب الجزائري على حراكه النظيف، ولا أقول الثورة، الذي قضى على المأمورية الخامسة وفرض التنحي، وطوبى كذلك للشعب السوداني الذي أزاح أعتى حكم عرفته بلاد النيلين...

لم يتوقف المشوار، ولما تتحقق الأحلام بعد، لكن، المؤشرات شبه إيجابية حتى اللحظة، وطوبى أيضا للشعب التونسي الذي- نجح نسبيا - و مازال يقارع من أجل التخلص من باقي صقور الدولة العميقة المناوئة للتغيير والحكم الرشيد .

بإختصار فإن الديمقراطية الحقيقية لا مناص منها، وليعلم رؤساء الجمهوريات، وأصحاب الصولجانات، من ملوك، وأمراء ، أن الممالك الدستورية شاء الحكام العرب والأفارقة أم أبوا لا مناص منها، و إلا فإن مراحل لا تحمد العواقب ستطغى في تلكم الربوع كما هو حال اليمن و ليبيا وسوريا...

تابعنا على فيسبوك