Yeslem Mbareck Mahmoud
واحد من سبع قوميات مشكلة للقارة الإفريقية.. شعب عريق و ذي مكانة ثقافية و تراث حضاري أثر في كل القارة و تعتبر قومية الفلان أكبر قومية يعتنق أفرادها الدين الإسلامي في افريفيا السوداء و يتقاسمون مع قومية بنمبارة النسبة الاعلي في تشييد المساجد و المدارس العربية في القارة و من ضمن 52 دولة إفريقية هناك عشرون دولة علي الاقل يتحدث سكانها البولارية و بنسب تتفاوت و تميز الفلان و داهومي(جزء كبير منها بنين حاليا) بمقاومة شرسة للاستعمار الغربي و من عراقة الفلان أنهم يعتبرون اي فلاني لا يتحدث لغته الأم أو ليس مسلما فيسمونه بفلاني ضائع أو تائه لذلك يستغرب الإفريقي بغض النظر عن ديانته أن يجد فلاني اسمه جورج أو أي اسم مسيحي و اذا صادف و ان وجدت فلانيا مسيحيا ستجده يخجل من إعلان ذلك... و يفوت علي كثير من الموريتانيين اخبار الصراع القائم في مالي و قرأت مرات أنه صراع بين بنمبارة المتحكمين في البلاد و قومية الفلان و هذا كلام عار من الصحة ففي كل المجازر التي تحدث لم يكن لبنمبارة دور جوهري فيها ثم إن بنمبارة شعب مسالم و من أكثر الشعوب ميلا للسلام و المصالحة و فوق ذلك ليسوا هم الحكام الفعليين لمالي صحيح أن ثقافتهم و لغتهم هي السائدة لكنهم مثل جميع سكان البلد و غني عن الذكر اذا قلت انه منذ الاستقلال و حتي هذه اللحظة لم يترأس علي مالي الا رجل واحد من بنمبارة و هو موسي أتراوري و بقية الرؤساء ما بين ((مانينكي (موديبو كيتا) و هي قومية تتواجد بكثرة في غينيا كوناكري ثم قومية السوراي (امادو توماني توري) و هي قومية مزيج من العرب و البربر و الأفارقة و (الفا عمر كوناري ) و هو أمعلم اخيرا الرئيس الحالي و هو من مانينكي ايضا)) .... إن الأزمة في مالي في هذا الشق الأهلي قائمة بين الدوغون و الفلان و من الغريب أن الدوغون يتحدثون لغة الفلان ... و لكن ذلك لم يحصل بطريقة ودية بل ان تاريخ الحروب و خاصة في عهد الحاج عمر تالل و بعد سيطرته علي بلاد الدوغون بالقوة انتشرت لغة الفلان في المنطقة خاصة انها اعتبرت لغة الدين و القوة لقد نظم الحاج عمر تالل العلاقات بين المنمين (الفلان) و المزارعين (الدوغون) لكن الأحقاد لم تمت ابدا بل انها تنامت منذ مقدم الفرنسيين إذ تحالفوا مع الدوغون و هم قومية غير مسلمة غالبا فدخل أغلب الدغون في المسيحية فازداد الطين بلة و حين انتشر الإرهاب في منطقة الساحل وقع الفلان المتمردون في منطقة (ماسينا) و المطالبين ابتداء بحكم ذاتي تطور للمطالبة بالانفصال في فخ خطير و خطأ فادح إذ تحالفوا مع القاعدة في منطقة الساحل و المغرب العربي و خاصة جناح الزعيم محمد كوفا .. و سقط النظام في ليبيا فتحتل فرنسا شمال مالي و اعتبرت حركة مآسينا إرهابية و اعاد الفرنسيون ايقاظ الأحقاد التاريخية بين الفلان و الدوغون فاشتعلت هذه الحرب الشبه أهلية و الضحايا حتي الان من الفلان..... و قد خدع الفلان حين وقعوا اتفاق سلام مع الحكومة المالية و رموا أسلحتهم في حين بقي الدوغون مسلحين و الغريب أن الدوغون لم يوجهوا أسلحتهم للفلان الا بعد نزع أسلحة الأخيرين و لم يكن هناك من مناوشات تذكر بين الفريقين اللهم شجارات تحدث يوميا بين راع نفشت غنمه في مزرعة و هو أمر لا يؤدي غالبا لهذه المجازر الإجرامية المنظمة