هل تتحقق المعجزة؟/الولي سيدي هيبه

أحد, 24/03/2019 - 10:21

 

هل سيتعرف الشعب، قبل فوات الأوان، على بصمات الأيدي العابثة بمقدرات بلده وأموال خزينته وعقاراته ومحصول ضرائبه ومدخولات معادنه النفيسة، ومقابل استئجار مساحات أراضه الزراعية على ضفة نهره المعطاء، وسمكه في أعماق وعلى سطح شواطئه ونفطه الذي شفط حتى آخر قطرة؟

وهل سيطلع على أسماء أصحابها، أياد آثمة، ينعمون بالأمن ولا يعرف الخوف إلى قلوبهم طريقا أو يخشون المساءلة والمحاسبة على ما اقترفوا من نهب مال الشعب وهدر مقدراته وتأخير البلد عن ركب الأمم؟ إنه مطلب ورغبة وحلم وهدف ورجاء ومربط فرس ما يؤرقه ويقض مضجعه.

فهل تتحقق المعجزة؟

وتستمر مهزلة الحشو

ويستمر الحشو والهدر وإقصاء الكفاءات واتباع منهج اعتماد الرداءة من خلال سيل التعيينات بعيد كل مجلس للوزراء وكأنه سباق مع الزمن أو حرق للأرض اليابسة؛ تعيينات لا يستجيب معظمها لأي مسوغ عملي ومهني بل إنه يظل يرسخ أكثر فأكثر مُتبع المكافآت المحاصصية بمفاهيم ترفض أن تخلوا من دلالات قبلية وطبقية ولوبياتية بالكاد لا تنطق أسمائها.

وضع تتراجع معه القطاعات عن أداء مهامها ويخلق حالات من الاختناق بسبب الاكتظاظ وأخرى من الفوضى العارمة بسبب غياب الكفاءات وانعدام الانضباط وانتشار الفساد والمحسوبية والزبونية.

فهل يتوقف هذا الهدر وتعاد الحسابات في أمر التعيينات، ويعمد إلى تخليص القطاعات ومؤسساتها العامة من الزوائد المثقلة والكابحة حتى تضطلع بمهامها اعتمادا على الكفاءات فيها لا غير؟

من أوجه الفساد المستترة

وحتى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا تخلت جميعها عن الزيارات المكوكية لتسليم رسائل أو انتزاع مواقف أو اصطفاف أو إثبات نفوذ وقوة، تجنبا للكلفة الباهظة لهذه الزيارات من أموال الخزينة العامة وعلى حساب دافع الضرائب في هذه البلدان. ولا يختلف الأمر عند بلدان هي الأخرى على الرغم من أنها ميسورة الحال لكنها آثرت أن ترعى مال شعوبها ورؤوس أموال نهضتها.
أما عندنا فإن الوزراء لا يكفون عن السفر العقيم إلى كل القارات لتسليم رسائل الزهو والغرور ومحاولة محاكاة الأقوياء على خواء "القدر" وقلة "الحيلة" ليعودوا بلا مردود على البلد، كما كانوا قبل الذهاب، وحقائبهم تنضح بالهدايا النفيسة وجيوبهم بالعملة الصعبة من ميزانيات قطاعاتهم القاصرة عن أداء مهامها لخدمة البلد المتأخر عن الركب... فإلى متى ستظل هذه الزيارات الكرنفالية ترهق الخزينة العامة وتسرف في تغييب الوزراء عن مهامهم الأساسية؟   

أزمة الأخلاق، المصاب الأعظم

بعدما تبين لي الخيط الأبيض لادعاء المثالية والفضيلة، من الخيط الأسود للتردي الخلقي في المعاملات كلها، وجدتي فريسة معذبة للغم الدائم والأهم الثقيل والحزن المبرح، وللألم والحسرة والفجيعة وأنا أتابع على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات التسجيلات من مهرجانات ومبدرات ونقاط صحفية حكومية وسياسية وحزبية ومدنية، وخطب مدعية أنها دينية وأخرى أدبية، بما يعتريها جميعها من شدة الهزال اللغوي والخواء الروحي والعري من الأخلاق والسقوط إلى سحيق النفاق والتزلف والانحلال. 
ولكن الأدهى والأمر من كل ذلك هو أن الجميع في خبيث الهوى و ملوث الهواء سواء، الشيوخ أصحاب اللحى و العمامات، و رجال الإهمال، ونساء التصابي، و الشعراء و الغاوون والسياسيون، الكل ينعق بما لا يسمع ويتلون كالحرباء ويتشظى كمن يتخبطه الجن من المس..

تابعنا على فيسبوك