بقلم صفية محمد سعيد احمد عبدي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تبارك وتعالى: "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" صدق الله العظيم
الى اين موريتانيا ؟
أهذا جزاؤك لأبنائك البررة الكرام ؟
أحقاً وصلت بك جماعة “الزيدانيون” الى هذه الدرجة ؟
في البداية لا يسعني الا ان اهنأ أبي و أقول له كم أنا فخورةٌ بك يا أبي.
في زمن قل فيه ماء الوجوه وتجرد كل ذي كرامة و ذرة مسؤولية ورجولة منها، تخرج انت عن صمتك المهاب وتؤكد للجميع أنك لا زلت وستبقى متمسكا بمبادئك وإيمانك بروح الوطنية والإنسانية .
هذه ليست المرة الأولى يا أبي تظلمك فيها الخريطة فأنت حقاً ظلمتك الجغرافيا.
هنيئاً لك أبي وهنيئاً لي على تاريخك المسطر بالذهب في خدمة وطنك ووفائك له وتمسكك بالوطنية التي باتت شبه منعدمة في هذه البلاد .
اتذكر ابي حينما كنت تسرد علينا ايام دراستك في ألمانيا بلد العظماء و بلد الأسطورة آلبرت آينشتاين في جامعة (Hochschule Heilbronn ) تفوقت حينها على الألمان في وطنهم وتحديداً في اختصاصهم الفيزياء التطبيقية وكنت باستطاعتك المواصلة حتى نيل جائزة النوبل للفيزياء كنت حينها اكره التعليم والتعلم لأني لم أرى ما يشجعني عليه واتحسر على ما تقدمه من تضحيات وانجازات لطالما حاول البعض إخفائها ونسبها له كأبسط مثال ( قانون بيت المال ) لهذه البلاد المغلوبة على امرها بدون مقابل في هذه البلاد التي يحاربون فيها كل ذي كفاءة ومسؤولية وانت مثال على ذلك
هنيئاً لك أبي على روح الوطنية حينما كنت تحمل جميع هموم و اشغال الادارة و تسييرها في وقت يزعمون فيه اشباه المدراء انهم مدراء و اسيادهم منشغلين في نهب المال العام
هنيئاً لك ابي حين حاولوا بكل الإغرائات والتهديدات و المحاولات كسرك وعجزوا عن ذلك بعد كل محاولاتهم البائسة واليائسة كي تنضم الى عصابتهم وبقيت شامخاً متعففاً عن المال العام وحقوق الأعمى والأبله والأصم والقوي والضعيف كنت حينها أسألك لماذا يا أبي فلان وفلان هم يمرحون ويسرحون وانت تشقى وتتعب لبناء ونظام ادارة كي يأتوا في آخر المطاف و يظهرون على الشاشات ويتبجحون بجهود ليس لهم فيها ابسط دور
هنيئا لك أبي لحملك المسؤولية وشجاعتك وتنديدك بالظلم فلله درك
انا كبرت يا أبي وادركت ما كنت تقول لي ان الثروة الحقيقية ليست تكديس المال ولا العقارات إنما هي القيم و الشفافية و الأمانة والصدق، فهنيئاً لي بأبٍ مثلك وهنيئاً لك على تاريخك الشامخ في بناء وطنك ولو انفقوا ما نهبوا من اموال ما نالوا مانلت من الشرف والعلو والشموخ .
فأعظم مجدى كان أنك لى أب
وأكبر فخرى كان قولك: ذا ابنى