ربعة أهداف:
- الهدف الأول: هو نشر القرآن في تلك البئات بأنواعها المتنوعة ' مع التركيز أكثر على البئات التي كانت محرومة منه مثل (آدوابه) وما في حكمهم.
- الهدف الثاني: أن يعودوا الموريتانين على البذل من أجل حفظ القرآن الكريم ' مع حرصهم الشديد على أن لا يأخذوا أوقية من أي متبرع أجنبي.
الهدف الثالث: تطوير المحظرة القرآنية بإدخال الوسائل الإدارية والتعليمية الحديثة ' مع البقاء على الجوهر والمنهج والمقررات ' مع خاصية بقاء وقت المحظرة مفتوحا ' والطالب فيها يعتمد على همته.
- الهدف الرابع: أن يعيدوا الاعتبار لمعلم القرآن فقد كان يتسول من يدرس له ' وربما أعطي شيئا زهيدا جدا ' وربما عومل معاملة لا تليق بأن يسكن في مكان غير لائق ويعطى فضلات الأطعمة.
وشرطوا أن يكون راتب الأستاذ موازيا لرواتب البلد عموما أو متوسطا بينها أو منافسا لها ' فلا يقل عن مائة ألف أوقية ' ووضعوا لذلك ضوابط لغرض الزياده ' مع ضمان السكن والإعاشة لهؤلاء الأساتذة الذين يحملون في صدورهم القرآن الكريم ..
وقد أحسن الشاطبي حين قال:
فَيَا أَيُّهَا القاري به مُتَمَسِّكاً
مُجِلاًّ لَهُ في كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلاَ
هَنِيئاً مَرِيْئاً وَالِدَاكَ عَلَيهِمَا
مَلابِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلاَ
فَمَا ظَنُّكُمْ بِالْنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ
أُوْلَئِكَ أَهْلُ اللَّهِ وَالصَّفْوَةُ المَلاَ.
واعتمادا على ماذكره المدير المساعد لمعهد ورش الشيخ عالي ولد يسلم في المقابلة التي أجرتها معه قناة المرابطون 10/10/ 2022 فإن الهدف الكبير للإدارة هو زيادة عدد الحفاظ والحافظات لكتاب الله العزيز ' وأن يواصل هؤلاء الطلاب والخريجون دراستهم حتى يكونوا علماء في تخصصات متنوعة ليفيدوا المجتمع ويخدموه أكثر.
وخلال هذه المقابلة تطرق الشيخ عالي ولد يسلم إلى أن 700 حافظ وحافظة قد تخرجوا من فرع معهد ورش في جكني' و قد حصل أزيد من 200 من هذا العدد على الإجازة في مقرأ الإمام نافع ' ومن هذا العدد كذلك حصلت مجموعة لا بأس بها على الإجازة في القراءات السبع والعشر' بعضهم تحول إلى أساتذة يدرسون في المعهد وبعضهم يواصل دراسته في المعهد ويعتبرون مشاريع علماء ' وبعضهم يدرس في الجامعات .
كذلك فإن معهد ورش قد اهتم بتدريس أبناء المناطق الأقل تعلما مثل (آدوابه) حتى تخرجوا وأصبحوا أساتذة في المعهد يدرسون في قراهم الأصلية' وقد تميزوا في العديد من المسابقات ' بعد أن كانوا في محيط يعجز بعض كبار السن فيه عن قراءة الفاتحة.
وتأكيدا لنجاح هذا المعهد في مهمته التربوية فإن نسبة 50% من أساتذته اليوم هم أصلا من الطلاب الذين تخرجوا من معهد ورش لتحفيظ القرآن في موريتانيا.
وبما أن قالب هذا الموضوع لا يسمح بكتابة جميع المعطيات التي تلفت الانتباه إلى أهمية النهوض بالمحاظر وتشجيع المشرفين على إدارتها ' والتأكيد المطلق على أنهم بهذا العمل الجليل قد نالوا شرف أداء الواجب نيابة عن المجتمع '
فإن هذه المعالجة برمتها سوف تكون ناجحة إذا استطاعت فقط أن تسلط الضوء على هذا الموضوع الذي يتعين على كل واحد منا أن يساهم فيه ماديا أو معنويا أو ثقافيا.