حذر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، الثلاثاء، من خطورة التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، معتبرا أن أي عملية عسكرية هناك “ستؤدي إلى مجازر وحشية”.
وقال البرغوثي في بيان وصل الأناضول، إن “أي عمليات عسكرية في رفح ذات المساحة المحدودة والتي يحتشد فيها أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني معظمهم ممن شردهم جيش الاحتلال ستؤدي إلى مجازر وحشية لم يشهدها التاريخ الحديث من قبل”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة وكل الدول الغربية الداعمة لإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن انفلات عقال الفاشية الإسرائيلية التي أدى عدوانها إلى مقتل وجرح مئة ألف فلسطيني حتى الآن”.
وشدد على “ضرورة تصعيد الهبة الشعبية العالمية ضد العدوان الإسرائيلي للجم مخططات الهجوم على رفح وضرورة أن تراجع محكمة العدل الدولية الوضع القائم وتنكر حكام إسرائيل لقراراتها مما يستلزم إصدار قرار صريح بوقف إطلاق النار”.
والاثنين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن رفح جنوبي قطاع غزة، هي الهدف التالي للجيش بعد خان يونس (جنوب).
وأضاف غالانت في مؤتمر صحافي عقده في تل أبيب ونقلته هيئة البث الإسرائيلية: “بعد إكمال المهمة العسكرية في خان يونس، ستبدأ عملية في منطقة رفح للقضاء على إرهابيي حماس الذين يختبؤون هناك”، وفق تعبيره.
وتابع: “سنصل إلى الأماكن التي لم نقاتل فيها بعد، وسط قطاع غزة وفي الجنوب، وإلى معقل حماس المتبقي رفح”.
وتعتبر رفح حاليا من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، بعد إجبار جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من سكان شمالي القطاع، على النزوح إلى هناك.
وفي الأسابيع الأخيرة، صدرت تحذيرات من منظمات حقوقية وإنسانية دولية، من أن أي نشاط عسكري إسرائيلي في رفح، سيؤدي إلى إزهاق الكثير من الأرواح.
ومنذ 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خان يونس، وفي محيط المستشفيات المتواجدة فيها، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية من المدينة، ما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح منها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الاثنين، “27 ألفا و478 شهيدا و66 ألفا و835 مصابا، معظمهم أطفال ونساء”، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.
وفي إطار آخر أشار البرغوثي إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إنهاء وكالة “أونروا” واستبدالها بمؤسسات أخرى.
وقال: “يهدف نتنياهو إلى تحقيق حلمه، الذي لن يتحقق، بتصفية حق العودة المقدس للاجئين الفلسطينيين وهو يسعى إلى ضرب دور وكالة الغوث في تنظيم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة لأنه ما زال يحلم بتنفيذ التطهير العرقي الإجرامي لسكان قطاع غزة”.
(الأناضول)