أعربت حركة “حماس”، الخميس، عن تطلعها لأن تصدر محكمة العدل الدولية المنعقدة في لاهاي قراراً “ينصف الضحايا بوقف العدوان فوراً على غزة ومحاسبة مجرمي الحرب (الإسرائيليين)”.
جاء ذلك وفق عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” في قطاع غزة باسم نعيم في بيان نشرته الحركة على حسابها بمنصة تلغرام.
والخميس، بد أن جلسات الاستماع بمحكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية في دعوى قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة.
وقال نعيم: “نرحب بانعقاد الجلسة الأولى لمحكمة العدل الدولية اليوم في لاهاي بناءً على طلب جنوب أفريقيا بتهمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية”.
وأضاف “نتطلع لأن تصدر المحكمة قراراً ينصف الضحايا، بوقف العدوان فوراً على غزة ومحاسبة مجرمي الحرب”.
من جهته، قال القيادي في حركة “حماس” سامي أبو زهري، الخميس، إن الولايات المتحدة “قلقة وتجري اتصالات لمنع دول أخرى من تقديم دعاوى ضد إسرائيل مماثلة لتلك التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية”.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده أبو زهري في إسطنبول، وهو رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج، والمتحدث السابق باسمها.
وقال أبو زهري: “المحكمة بدأت جلساتها اليوم ونحن نعوّل كفلسطينيين عليها، ونأمل أن يصدر منها قرار يجرّم الاحتلال ويصدر قرارًا بوقف الحرب”.
وأضاف: “الدعوى مهمة جدة، فالاحتلال والإدارة الأمريكية بحالة قلق، والأخيرة تجري اتصالات مع عدة دول لمنعها من تقديم دعوات قضائية مماثلة، أو تقديم الدعم لهذه الدعوى المرفوعة”.
وشدد أبو زهري على أن “ما يجري (في غزة) هو حرب إبادة حقيقية غير مسبوقة ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بدعم وشراكة من الدول الغربية”.
وبيّن أنه “تقريبا 60 بالمئة من المنازل والبنية التحتية دمّرت بالكامل، و30 ألف شهيد قتلوا، من بينهم 23 ألفا وصلوا المستشفيات والباقي تحت الركام والأنقاض، و “من بين الضحايا 10 آلاف طفل، و7 آلاف امرأة…”.
وحول الوضع الحالي في القطاع، أكد أن “معظم المواطنين حاليا خارج البيوت بسبب الدمار، يمكثون في خيام بسيطة في مدارس الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين)، فيما كثيرون لم يجدوا مدارس ولا خيام، ولا زالوا في العراء، والبعض يعيش في بيوت من البلاستيك البسيط التي تغرق بالمياه بسبب الأمطار”.
وتحدث عن أنه “في الشمال هناك شبه انعدام للأغذية، وفي الجنوب وجبة واحدة في اليوم للشخص”، وأكد أن “المساعدات الإنسانية تدخل من معبر رفح بشكل محدد 100 شاحنة في اليوم متوسطا”.
وأشار إلى أن “كثيرا من المساعدات غير مناسب لاحتياجات الناس وليست أولوية”، وطالب بإرسال مساعدات “من الدقيق والملابس والمستشفيات الميدانية والخيام والماء النظيف والفرشات والأغطية والأدوية والمواد الطبية”.
وعلّق على مخطط التهجير من القطاع الذي تصاعد الحديث عنه مؤكدا رفض الهجرة التي تأمل إسرائيل بأن تؤدي إليها ظروف الحرب القاسية.
كما أكد على قدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود مهما طال أمد القتال، لافتا إلى أن لديها “ما يكفي من السلاح للاستمرار رغم الحصار”.
وبخصوص الأسرى الإسرائيليين في غزة، جدد موقف الحركة باستعدادها للإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، بعد توقف الحرب.
وأعرب عن دعم الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي اليمنية ضد سفن في البحر الأحمر تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، تضامنا مع غزة بوجه الحصار والحرب الإسرائيلية عليها، واعتبر أن هدف الولايات المتحدة من مواجهتها هو “منع توسع الحرب والاستفراد بغزة”.
من جهة ثانية، طالب أبو زهري “بمواصلة تقديم الدعم الإغاثي والإنساني والأنشطة والفعاليات الإسنادية في المدن التركية، واستمرار حملة المقاطعة”.في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي تقدمت جنوب إفريقيا بدعوى من 84 صفحة، تعرض خلالها دلائل على انتهاك إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتورطها بـ”ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وكانت إسرائيل وافقت على المثول أمام المحكمة بذريعة أنها تريد “دحض” ما وصفتها بالاتهامات “السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني”.
ومن المتوقع أن تقرر المحكمة وهي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة لاحقا، كيفية سير مداولاتها في هذه القضية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء 23 ألفا و357 شهيدا و59 ألفا و410 مصابين معظمهم أطفال ونساء، و”دمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
(وكالات)