يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكنالسبت تركيا في إطار جولة شرق أوسطية، للبحث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الحرب في قطاع غزة وفي محاولة لرفع آخر العوائق أمام انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وصل بلينكن مساء الجمعة إلى اسطنبول في إطار جولة إقليمية جديدة، تقوده أيضا إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وقطر للدفع باتجاه مساعدات إضافية لقطاع غزة والبحث في سبل تجنب توسع النزاع في المنطقة بعد ثلاثة أشهر على بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
ويأخذ أردوغان الذي كان غائبا عن أنقرة لدى زيارة بلينكن السابقة مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، على واشنطن دعمها لإسرائيل التي أدت حملتها العسكرية على قطاع غزة إلى استشهاد أكثر من 22600 شخص غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وأردوغان من كبار منتقدي إسرائيل التي تعهدت “القضاء” على حركة حماس الإسلامية الفلسطينية ردا على هجومها غير المسبوق داخل المستوطنات الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ما أسفر عن مقتل 1140 شخصا.
ويرى أردوغان الذي لم ينجح في لعب دور الوسيط بين الإسرائيليين وحركة حماس أن إسرائيل “دولة إرهابية” وحماس “حركة تحرير”.
وبعد هجوم السابع من تشرين الأول/ اكتوبر الدامي، طلب الرئيس التركي بشكل متكتم من كوادر سياسيين في الحركة الإسلامية الفلسطينية يقيمون في تركيا مغادرة البلاد.
والجمعة، حددت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار في مقابل الحصول على معلومات بشأن خمسة “مسهلين ماليين” لحركة حماس يقيم ثلاثة منهم في تركيا بحسب واشنطن.
“في أقرب وقت”
ويشكل ملف انضمام السويد الشائك إلى الناتو، السبب الثاني لزيارة بلينكن لتركيا.
ووافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي على انضمام السويد إلى الحلف ممهدة الطريق أمام هذه العملية، إلا أن بروتوكول الانضمام يجب أن يقر من جانب غالبية النواب لوضع حد لحالة الترقب المستمرة منذ حوالي 20 شهرا.
وتركيا هي الدولة العضو الأخيرة في حلف شمال الأطلسي إلى جانب المجر، التي تعطل انضمام البلد الإسكندنافي إلى الناتو.
وتأخذ أنقرة على السويد تساهلها المفترض حيال ناشطين أكراد أتراك لاجئين إلى أراضيها وتستخدم نفوذها لتعطيل تسليم أنقرة 40 طائرة مقاتلة أمريكية من طراز اف-16 وحزمات تحديث لتلك التي تملكها أساسا.
وأفاد مصدر دبلوماسي في تركيا أن ملف طائرات “اف-16” كان في صلب مباحثات هاتفية جرت الأسبوع الماضي بين بلينكن ونظيره التركي هاكان فيدان.
والبرلمان التركي في عطلة برلمانية حتى 15 كانون الثاني/ يناير الحالي رسميا. لكن يمكن للرئيس التركي أن يدعوه إلى جلسة استثنائية.
ولا تعارض الحكومة الأمريكية بيع طائرات أف-16 إلى تركيا إلا أن الكونغرس يعارض ذلك حتى الآن بسبب التوترات التاريخية بين تركيا واليونان العضو أيضا في الناتو، مع أن العلاقات بين البلدين تحسنت في الأشهر الأخيرة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الأربعاء “لا نرى أنه ينبغي ربط بيع حزمات تحديث طائرات اف-16 إلى تركيا بانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، لكن بعض أعضاء الكونغرس لهم رأي مخالف وربطوا بين القضيتين”.
وأضاف “أرى أن أفضل ما يمكن أن يحدث من أجل تحقيق تقدم (..) هو أن تتحرك تركيا في أقرب وقت ممكن من أجل المصادقة على انضمام السويد”.
ويجري بلينكن في اسطنبول أيضا محادثات مع نظيره التركي. وسينتقل عصرا إلى اليونان في محطة قصيرة بعدما أعربت أثينا عن قلقها من بيع هذه الطائرات المقاتلة إلى أنقرة.
(أ ف ب