علنت حكومة إقليم كردستان العراق تعرّض مقرّ للقوات الأمنية الكردية في محافظة أربيل في شمال البلاد ليل السبت “لهجوم بطائرتَين مسيّرتَين” أسفر عن أضرار مادّية، متّهمةً “جماعات خارجة عن القانون يتم تمويلها من الحكومة الاتّحادية” بتنفيذه.
وفي وقت لاحق الأحد، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم إحباط هجوم آخر بطائرة مسيّرة كان يستهدف قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في مطار أربيل عاصمة الإقليم.
وذكر البيان أنه “تمّ إسقاط طائرة مسيّرة مفخّخة” أطلقتها “ميليشيات غير شرعية”، كانت تستهدف القاعدة العسكرية للتحالف الدولي…في مطار أربيل الدولي في الساعة 16:54”.
وتبنّت “المقاومة الإسلامية في العراق” التي تضمّ فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي هذا الهجوم.
يأتي هذان الهجومان في وقتٍ تعرّضت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية لأكثر من مئة هجوم بصواريخ وطائرات مسيّرة منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد عشرة أيام على اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وذكر بيان حكومة إقليم كردستان في وقت سابق الأحد أن “أحد مقرات قوات البشمركة في قضاء صلاح الدين بأربيل” تعرّض “في الليلة الماضية حوالى الساعة 11,45 مساء لهجوم بطائرتين مسيرتين”. وأضاف أن الهجوم لم يسفر عن ضحايا، مخلفاً فقط أضراراً مادية.
ولم يتمّ تبنّي هذا الهجوم.
واتهمت حكومة الإقليم الذي يحظى بحكم ذاتي “عناصر خارجة عن القانون” بتنفيذ الهجوم “بمساعدة ودعم المرتزقة”، معتبرةً أنه “بادرة خطيرة”.
وحمّلت أربيل “الحكومة الاتحادية” المسؤولية “لأن هذه الجماعات الخارجة عن القانون يتم تمويلها من قبل الحكومة الاتحادية”.
وأضافت أن تلك المجموعات “تتحرك بعلم الحكومة العراقية وينقلون الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة وينفذون هجمات إرهابية ضد مواقع رسمية وعسكرية”.
تحقيق
بدوره، اعتبر رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني عبر منصة إكس أنه “يجب على الحكومة الاتحادية أن تنظر إلى أي هجوم على إقليم كردستان على أنه هجوم على العراق بأكمله”.
وحضّ بارزاني رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على “اتخاذ إجراءات عملية وفاعلة لردع هذه المجاميع ومحاسبتها”، فيما ترتبط بغداد وأربيل بعلاقات متوترة أصلاً.
في غضون ذلك، قال بيان صادر عن خلية الإعلام الأمني الحكومية إن رئيس الوزراء أمر “بفتح تحقيق شامل في الاعتداء الإجرامي” على قوات الأمن الكردية، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان بهدف “الوقوف على الجهة المنفذة، وأهداف التصعيد الذي يمس السيادة الوطنية”.
وتحظى حكومة السوداني بدعم أحزاب وتيارات موالية لإيران، بعض منها تابع لفصائل مسلحة في الحشد الشعبي الذي يضمّ فصائل عدّة باتت منضوية في القوات الرسمية.
وأحصت واشنطن حتى الآن أكثر من 106 هجمات ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد عشرة أيام على اندلاع الحرب في غزة، وفق حصيلة أفاد بها مسؤول عسكري أمريكي .
وتبنّت معظم تلك الهجمات “المقاومة الإسلامية في العراق”.
وتعترض تلك الفصائل على الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة التي انطلقت بهجوم غير مسبوق لحماس في إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
ودانت فرنسا “بأشدّ قدر من الحزم” هجمات السبت التي كانت “خطيرة في شكل خاصّ”، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية نشر الأحد. وأضاف البيان “يجب أن تتوقف أعمال العنف المزعزعة للاستقرار هذه، ويجب تحديد مرتكبيها ومحاكمتهم”.
(أ ف ب)