في إطار حملته لانتخابات الرئاسة لعام 2024 توجه دونالد ترامب الأحد إلى تكساس على حدود المكسيك حيث شدد على مواقفه الصارمة المناهضة للهجرة والتي برزت خلال ولايته الرئاسية.
وقال ترامب “كانت لدينا الحدود الأكثر أمانا في التاريخ” في إشارة إلى انتهاء ولايته في كانون الثاني/يناير 2021. وأضاف “الآن لدينا الحدود الأقل أمانا في تاريخ العالم، متحدثا عن “تدفق ملايين الأشخاص” إلى الولايات المتحدة في عهد خلفه الديمقراطي جو بايدن.
وتابع “سنسيطر على تلك الحدود ونجعلها الحدود الأكثر أمانا في تاريخنا”.
وكان ترامب يتحدث بعد مشاركته في توزيع المواد الغذائية على قوى الأمن التي حشدتها تكساس لمحاولة الحد من عبور المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود، بحضور الحاكم الجمهوري لهذه الولاية غريغ أبوت الذي قدم بهذه المناسبة دعمه لترشح ترامب.
خلال الأسابيع الأخيرة اتسمت لهجة الخطابات التي يلقيها الرئيس الجمهوري السابق في حملته الانتخابية بعدوانية شديدة إلى حد وصفه المهاجرين غير الشرعيين بأنهم “يسممون دم بلادنا” ومشبها خصومه السياسيين بـ”الحشرات”.
واعتمد ترامب لهجة مماثلة الأحد، إذ أشار إلى بعض المهاجرين على أنهم “الأعداء” وتوقع أن يكون هناك 15 مليون مهاجر غير شرعي في البلاد بحلول نهاية ولاية بايدن وهو رقم أكبر بكثير من تقديرات معظم المنظمات غير الحكومية.
وأوضحت حملة ترامب أنه في حال عاد قطب العقارات إلى البيت الأبيض فسوف يشن حملة صارمة ضد المهاجرين غير الشرعيين.
وغريغ أبوت من المؤيدين لبناء “جدار” حدودي مع المكسيك، وهو مشروع أساسي بالنسبة إلى الرئيس الجمهوري السابق، وقالت إدارة بايدن في تشرين الأول/أكتوبر إنها ملزمة قانونا استئناف العمل عليه.
وقبل أقل من شهرين من الانتخابات التمهيدية الأولى ورغم الإجراءات القانونية المتخذة ضده لا يزال ترامب الأوفر حظا داخل المعسكر الجمهوري وفق استطلاعات الرأي.
ويستعد أبوت لتوقيع إجراء وافق عليه المجلس التشريعي في تكساس ومن شأنه جعل الدخول غير القانوني للمهاجرين جريمة بموجب القانون المحلي. وسيمنح النص الولاية سلطة اعتقالهم وترحيلهم إلى المكسيك.
وقال أبوت إن ذلك “يمنح تكساس أدوات جديدة لمكافحة المعابر الحدودية غير القانونية. تكساس تواصل الحفاظ على مسارها في خضم الأزمة الحدودية (التي يواجهها) الرئيس جو بايدن”.
ويتهم أبوت وترامب الرئيس الحالي بالتغاضي عن الهجرة غير الشرعية على الحدود الجنوبية.
ومعظم المهاجرين الساعين إلى دخول الولايات المتحدة يأتون من الإكوادور وكولومبيا وهايتي وكوبا وفنزويلا وغواتيمالا وهندوراس.
وعلى غرار ترامب، يدعم أبوت بناء جدار على طول الحدود.
في المكسيك أعربت وزارة الخارجية بالآونة الأخيرة عن “رفضها إجراءات (تكساس) المناهضة للهجرة” والتي من شأنها أن تؤدي إلى “انفصال أسري وتمييز وضوابط عنصرية”.
وبحث بايدن مع نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في ملف الهجرة الجمعة في سان فرانسيسكو قبل اختتام قمة اقتصادية كبرى للدول المطلة على المحيط الهادئ.
وأكد بايدن أنه لا يمكن أن يكون لديه “شريك أفضل” من المكسيك في مواجهة التحديات الحالية. وشكر بايدن لنظيره مساعدته في “مواجهة التحدي” المتمثل بأزمة الهجرة على حدود البلدين.
وذكر البيت الأبيض في بيان أن بايدن ولوبيز أوبرادور قررا خصوصا “العمل معا للرد على ما تفعله نيكاراغوا وكيانات خاصة لتشجيع الهجرة غير الشرعية بغية تحقيق ربح”.
وتسعى الولايات المتحدة أيضا إلى إيجاد سبل لاتخاذ إجراءات جنائية ضد هذه الأنشطة.
ويسعى الرئيس الأمريكي إلى الفوز بولاية ثانية لكنه يواجه هجمات متكررة من خصومه السياسيين على خلفية سياسته الخاصة بالهجرة، وكذلك استياء متزايدا من بعض المسؤولين الديموقراطيين.
(أ ف ب)