ناشد المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش الجمعة بذل المزيد من الجهد لمنع إسرائيل من ارتكاب “جريمة ضد الإنسانية”، بعد أن أمهلت ما يقرب من نصف سكان قطاع غزة 24 ساعة لمغادرة منازلهم فيما تخطط لشن هجوم بري.
وقال منصور للصحافيين قبل اجتماع لمندوبي المجموعة العربية في الأمم المتحدة “عليه بذل المزيد. كل ما تم فعله ليس كافيا. علينا جميعا أن نفعل المزيد لمنع هذه الجريمة ضد الإنسانية”.
وحثت بعض الدول أمس الجمعة إسرائيل على وقف الهجوم على شمال غزة حيث تحدى أكثر من مليون مدني أوامر إسرائيل بالإخلاء قبل أن تلاحق مسلحي حماس الذين قتلوا إسرائيليين في مطلع الأسبوع.
وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة غلعاد إردانإن التحذير بالإخلاء يهدف إلى “نقل (الناس) جنوبا مؤقتا… للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين”. وكان يتحدث خلال فعالية في الأمم المتحدة مع عائلات الإسرائيليين الذين أسرتهم حماس.
وأدلى غوتيريش بتعليقات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المؤلف من 15 عضوا خلف أبواب مغلقة الجمعة.
وقال للصحافيين وهو في طريقه لحضور الاجتماع إن الوضع في غزة وصل إلى “مستوى خطير غير مسبوق”، مضيفا أنه على اتصال مستمر مع زعماء المنطقة لمحاولة “منع المزيد من التصعيد الخطير في الضفة الغربية أو أي مكان آخر في المنطقة، وخاصة في جنوب لبنان”.
وفي تذكير للأطراف قال غوتيريش “حتى الحروب لها قواعد. يجب حماية المدنيين وعدم استخدامهم كدروع أبدا”.
الاقتراح الروسي
خلال الاجتماع اقترحت روسيا مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار والتنديد بالعنف ضد المدنيين وجميع الأعمال الإرهابية، وفقا لمسودة اطلعت عليها رويترز.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بعد الاجتماع “لا يمكن لروسيا أن تقبل التقاعس التام وعدم اتخاذ أي رد فعل من جانب مجلس الأمن الدولي”، مضيفا أن روسيا مستعدة أيضا للتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين.
ولم يتضح على الفور متى أو ما إذا كانت روسيا ستطرح مشروع القرار للتصويت. وتحمي الولايات المتحدة تقليديا حليفتها إسرائيل من أي إجراء في مجلس الأمن. وتتمتع بحق النقض (فيتو) إلى جانب بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا.
واقترحت البرازيل مشروع قرار من ناحيتها أيضا في وقت متأخر الجمعة اطلعت عليه رويترز، وهو في الأساس نسخة أكثر تفصيلا من النص الروسي. ويندد على وجه التحديد بما أسمته “الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس” ويحث سلطات الاحتلال الإسرائيلية “على إلغاء الأمر الذي أصدرته على الفور” للمدنيين بإخلاء شمال غزة.
وردا على سؤال حول مشروع القرار الذي قدمته روسيا قالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودورد “بالنسبة لشيء مهم مثل هذا، فقد رأينا بالفعل حجم الدمار الذي لحق بالحياة البشرية، نحن بحاجة إلى وقت للتشاور، والتشاور الجاد”.
وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون إن المجلس يجب أن “يكون له صوت قوي حول هذا الوضع المثير للقلق حقا وأن يتخذ أيضا إجراءات ذات معنى”.
أمر بالغ الخطورة
قالت الأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي أبلغها في وقت متأخر من يوم الخميس أن 1.1 مليون فلسطيني في غزة يجب أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال 24 ساعة، وهو ما يخشى الفلسطينيون أن يكون تمهيدا لهجوم بري.
وقال غوتيريش “نقل أكثر من مليون شخص عبر منطقة حرب مكتظة بالسكان إلى مكان بلا طعام أو ماء أو سكن، مع وجود المنطقة بأكملها تحت الحصار، أمر بالغ الخطورة، بل وفي بعض الحالات غير ممكن”.
وانتقد إردان رد الأمم المتحدة قائلا إن إسرائيل يجب أن تنال الإشادة لتحذيرها المسبق لسكان غزة.
وقال إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن “يواجهان واحدة من اللحظات الأكثر أهمية”، متسائلا “هل سيظلان متمسكين بقيمهما التأسيسية؟ أم سيعملان على تمكين الإرهابيين الذين يرتكبون الإبادة الجماعية؟ ينبغي ألا يكون هذا سؤالا”.
ونفذت حماس هجومها في إسرائيل يوم السبت الماضي، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص واحتجاز العشرات من الأسرى في غزة. وردت سلطات الاحتلال بشن أعنف الضربات الجوية في صراعها مع الفلسطينيين المستمر منذ 75 عاما. وقالت سلطات غزة إن 1799 شخصا استشهدوا.
وقال غوتيريش “يجب إطلاق سراح جميع الرهائن (الأسرى) في غزة على الفور. من الضروري أن تبذل جميع الأطراف- ومن لهم تأثير عليها- كل ما في وسعهم لتحقيق هذه الخطوات”.
ودعا مندوبو المجموعة العربية إلى وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية إلى غزة ومنع أي تهجير جماعي للفلسطينيين.
وقال منصور “لا يوجد مكان آمن في غزة. كل الأماكن في غزة خطيرة. نحن بحاجة إلى وقف هذه الحرب على الفور. يجب إرسال قوافل الغذاء والدواء لمساعدة الناس هناك. يجب منع حدوث هذا التطهير العرقي”.
(رويترز)