لقد كنت و لازلت - لله الحمد والشكر- مرفوع الهامة منتصب القامة نظيف الكف و اليد و اللسان من المال العام طوال مسيرتك المهنية المشرفة وزيرا كنت أم سفيرا أو مسؤولا عن الصفقات التي وصل مجموعها مئات المليارات، و كذلك مديرا لأكبر الشركات : SMCP و إسكان و SNDE و في أغلب هذه الحالات كنت ضحية لمؤامرات دنيئة من طرف أباطرة الفساد لأنك ببساطة رفضت أن تنحني لهم أو تسير في ركبهم، و لعل آخرها حين قضيت على شركات العبودية الحديثة (تاشرونا) في شركة المياه التي استلمت إدارتها وهي مفلسة، فانتشلتها من وضعيتها المزرية، و اكتتبت مئات العمال غير الدائمين المستغلين سابقا من طرف شركات خصوصية، اعدت اكتتابهم رسميا بدون وسيط و بكل شفافية و حسب معايير موضوعة مسبقا، وكنت في ذلك نصيرا للضعفاء و المساكين عظم الله أجرك و رفع قدرك .
وفي أزمة المياه الأخيرة خطأ استراتيجي لا يتعلق بك و إنما يتعلق بالحكومات السابقة كلها حيث كان عليها أن تفكر وتنشأ مصنعا لتحلية مياه البحر لحل مشكل العطش في العاصمة انواكشوط التي يبلغ سكانها قرابة مليونين من البشر و أن يعمل هذا المصنع بالتوازي و بتكامل مع مياه آفطوط الساحلي التي تتدفق من أعماق نهر السنغال إلى العاصمة انواكشوط عبر خزانات و أنابيب كان ينبغي أن تبدأ صيانتها و تنظيفها من الطمي و الطين و الأوساخ التي تعرقل وتحد من انسيابها منذ سنة 2018, غير أن الملف لم يتم تحريكه قبل تعيين المدير محمد محمود ولد جعفر الذي طرحه على الوزارة التي قامت بدورها بتوقيع عقد للصيانة السالفة الذكر بينها و بين الشركة الصينية CMC التي لم تبدأ عملها قبل شهر مارس الماضي و حسب العقد فإنه يقتصر دور شركة SNDE على تقديم ملاحظاتها و النواقص الملاحظة من طرفها على عمل الشركة الصينية في رسالة مفصلة موجة إلى وزير المياه و هو الأمر الذي تم بالفعل منذ بداية شهر يونيو، و أما ما يعرف بالصيانة العلاجية فهي من اختصاص SNDE و قد خصصت لها طواقم فنية مدربة و متابعة من طرف الإدارة العامة للشركة و لذلك فإنها تعمل بشكل جيد ودون أي خلل حتى الآن.
والجدير بالذكر أنه مع توزيع الأدوار و تقاسم المهام بين الوزارة و الشركة لم يعد هناك مجال لأن يقترف أحدهم إثما ويرم به بريئا كما حدث بالفعل و راح ضحيته المدير العام و المدير المساعد للشركة الوطنية للمياه. وبما أن هذه القضية قد اصبحت قضية رأي عام وطتي خصوصا في ولايات قيديماغا و لعصابة و الحوض الغربي بل وفي البلاد كلها فإننا نطالب في مثل هذه الحالات التي تمس حياة المواطنين بفتح تحقيق عادل و شفاف يتحمل فيه كل طرف مسؤوليته و يعطى لكل ذي حق حقه، و بالاضافة الى ذلك يتم وضع خطط و استراتيجيات لإيجاد حلول عاجلة للتغلب على مثل هذه الحالات الطارئة، التي لا تنجو منها حتى الدول العظمى فكثيرا ما نسمع عن انقطاع الكهرباء عن بعض المدن في هذه الدول و حتى تعطل الرحلات الجوية في المطارات أحيانا، و لكنهم يتغلبون على هذه المشاكل بوجود كوادر فنية عالية التكوين قادرة على إيجاد حلول بديلة سريعة و ناجعة.
و في الختام فإن أملنا في الله كبير و في رئيس الجمهورية صاحب الحكمة و الحنكة في التدبير، الذي طالما و قف إلى جانب المظلوم و الفقير، أن يمكن لأبناء هذا الوطن المخلصين الشرفاء الأكفاء من أمثال محمد محمود ولد جعفر حتى يواكبوه في مساعيه لقيادة سفينة البلاد إلى بر التقدم و الأمان، و أن يأخذ على أيادي المفسدين الذين يريدون خرق السفينة لتغرق و نغرق معها جميعا لا قدر الله.
حفظ الله بلادنا و أعان ولاة أمرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد.
شيخنا ولد سيدي عبد الله
