وداعا زاهد المصرفيين / باب أحمد محمد القصري

ثلاثاء, 01/08/2023 - 10:43

 الذي يلتقي فيه الخبراء من التخصصات ذات الصلة، ويرى ذلك ضمانا لاستقرار ومتانة التعاملات المصرفية، وبعدا عن الريبة والتأثيرات الشخصية والنوازع الفردية، كما أنه عامل توحد يجنب الصناعة المالية الاسلامية الاختلاف والفرقة، وكثيرا ما كان الشيخ يقول: أنا لا أفتي!.. إنما أنقل فتاوى المجامع، مع أنه رحمه الله كان أهلا للفتيا.

 

ورغم غربة نصف قرن ظل الشيخ وفيا لبلده، حاملا هم الإسلام والمسلمين في أرض الكنانة، بل وفي جميع بلدان المسلمين، وأسس "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" إبان ربيع الثورات، مع كوكبة من العلماء والمصلحين في الاتجاه السلفي العام وغيره، منهم الشيخ محمد عبد المقصود والشيخ محمد يسري والشيخ نشأت أحمد ، واختير نائبا لرئيس الهيئة، التي كانت تهدف لإيجاد مرجعية راشدة تُحْيِي وظيفة العلماء والحكماء في الأمة، وتعمل على وحدة الصف وجمع الكلمة، وتقديم الحلول للمشكلات المعاصرة وفقًا لمنهج الوسطية النابع من عقيدة أهل السنة والجماعة، وحماية الحريات والحقوق الشرعية، والتنسيق مع مختلف القوى والمؤسسات الإسلامية والشعبية لتحقيق الأهداف المشتركة، وترسيخ القيم الإسلامية في الحياة المعاصرة بما يعيد بناء الإنسان وتنميته لإحداث نهضة حضارية شاملة.

 

ترك الفقيد تراثا عريضا من العلم والعمل والذكر الخالد والسيرة الحسنة، ومن أهم مؤلفاته: موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة والاقتصاد الإسلامي، وموسوعة "مع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع" في أربعة أجزاء، وكتاب فقه البيع والاستيثاق والتطبيع المعاصر، إضافة إلى سلسلة من الدروس والدورات والبرامج المرئية والمسموعة، والبحوث والمقالات المنشورة.

 

رحم الله فقيد الأمة ورزق ذويه وطلابه ومحبيه الصبر وأعظم الأجر وأخلف خيرا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

تابعنا على فيسبوك