على مدى العقود الماضية، شهدت القارة الأفريقية تحولات سياسية هامة، والتي جاءت معها رغبة حقيقية في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الشامل للدول. واحدة من تلك الدول التي شهدت تغييرا حقيقيا في هذا الصدد هي موريتانيا، حيث تتمتع موريتانيا بمقومات جيوسياسية واقتصادية هائلة، وتحتضن ثروات طبيعية غنية مثل النفط والغاز والمعادن. ومع ذلك، تعاني البلاد من تحديات تنموية جمة، منها الفقر والبطالة ونقص التعليم والصحة وتحقيق التوازن الاجتماعي. ومن أجل التغلب على هذه التحديات، جاء برنامج الرئيس محمد الشيخ الغزواني للتنمية الوطنية "تعهداتي"، والذي يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات.
تواجه موريتانيا تحديات عديدة في مجال التنمية والتحول الاقتصادي والاجتماعي. ولتحقيق تلك التحديات بنجاح، يعتبر الاستثمار في الشباب أمرا حاسما. إن احتواء الشباب في الإدارة المركزية يعزز الشفافية والمساءلة ويعطي فرصة للشباب للمساهمة في صنع القرارات التي تؤثر في مستقبلهم ومستقبل البلاد. إنها طريقة فعالة لاستغلال القدرات والمواهب الشبابية في تطوير استراتيجيات جديدة وابتكار حلول للمشاكل المعقدة.
توفير الفرص للشباب في الإدارة المركزية يعزز مشاركتهم الفعالة في الحكم والسياسة، ويمكنهم أن يسهموا بأفكارهم ومقترحاتهم الابتكارية في صنع القرارات الحكومية. إن انتقال السلطة والمسؤولية للشباب يعزز الشفافية ويحد من الفساد والاستبداد. كما يعزز ذلك شعور الانتماء والولاء للبلاد، ويعزز الشعور بالمسؤولية والتحمل لدى الشباب، بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الشباب بحماس وطاقة إيجابية، ولديهم رؤى جديدة تواكب العصر الحالي وإبداعات مبتكرة تتماشي مع التقدم التكنلوجي، يمكن توظيف هذه القدرات والمواهب لصالح تنمية البلاد. حيث ان الشباب قوة دافعة للتغيير والتطور، وبإمكانهم تحقيق التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المنشودة لموريتانيا في وقت وجيز.
في عصر التكنولوجيا المتقدمة والتحولات السريعة التي يشهدها العالم، أصبحت مشاركة الشباب في عملية صنع القرار ضرورة حتمية. واعتمادا على هذه الفلسفة، قام الرئيس محمد الشيخ الغزواني بتقديم برنامج شامل يهدف إلى تشجيع مشاركة الشباب في الإدارة المركزية للدولة في موريتانيا خلال ترشحه للرئاسيات 2019. يأتي هذا البرنامج كجزء من رؤية الرئيس الهادفة إلى تطوير الشباب وتمكينهم من الاستفادة من إمكاناتهم ومهاراتهم الفريدة في خدمة البلاد. أحد الجوانب الأساسية لبرنامج الرئيس محمد الشيخ الغزواني هو ضرورة إشراك الشباب في الإدارة المركزية. حيث يشكل الشباب نسبة كبيرة من سكان موريتانيا، ويعتبرون أحد أهم الفئات العمرية في المجتمع.
من أجل تحقيق هذه الرؤية، ينبغي على الحكومة والجهاز التنفيذي الاستثمار في تعليم الشباب وتأهيلهم بالمهارات اللازمة لتولي المسؤوليات الحكومية. يجب أيضا تشجيع الشباب على المشاركة السياسية وتوفير فرص التدريب والتطوير المهني. يجب أن تكون هناك قنوات اتصال فعالة وآليات للاستماع إلى أصوات الشباب ومشاركتهم في صنع القرارات.
إذا تمكنت الحكومة والجهاز التنفيذي من تحفيز وتمكين الشباب وتوفير الفرص المناسبة لمشاركتهم في صنع القرار، فإن ذلك سيسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل للبلاد ويتم ذلك من خلال تعزيز المشاركة الشبابية في البرلمان، وزيادة تمثيل الشباب في المؤسسات الحكومية، وتشكيل فرق عمل شبابية للعمل على قضايا محددة، وتنظيم منتديات وورش عمل تعزز المناقشات البناءة وتبادل الأفكار
إشراك الشباب في الإدارة المركزية له العديد من الفوائد. فبالإضافة إلى تمكين الشباب من المساهمة في صنع القرارات، فإنه يعزز الشفافية ويسهم في زيادة الثقة بين الحكومة والشعب. كما يؤدي إلى تنويع وتجديد الأفكار والتطلعات، مما يعزز الابتكار والتقدم. يمتلك الشباب الشغف والطاقة للقيام بتحولات إيجابية وتنفيذ إصلاحات هامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تمكين الشباب يعزز التنمية المستدامة ويخلق مجتمعا مستقبليا قادرا على التكيف مع التحديات الجديدة.
لضمان نجاح برنامج السيد الرئيس، يجب توفير بيئة ملاءمة للشباب للمشاركة والتأثير. ينبغي تعزيز التعليم والتدريب وتوفير فرص عمل ملاءمة للشباب. كما يجب تعزيز التواصل بين الحكومة والشباب وتشجيع الحوار والتفاعل المستمر. يجب أن يتمتع الشباب بمنصات للتعبير عن آرائهم ومطالبهم وأفكارهم، إشراك الشباب في الإدارة المركزية، أيضا تعزيز ثقافة المشاركة الشبابية في جميع جوانب المجتمع. إن مشاركة الشباب في صنع القرار والعمل الحكومي ليست فقط حقا أخلاقيا وديمقراطيا، بل هي أيضا استراتيجية حكيمة للتنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل.