كثيرا ما أتخذ مواقف متناقضة ايدولوجيا، تربك في بعض الأحيان من يقيمون حدودا لا يمكن تجاوزها أو عبورها بين "الأيدلوجيات التقليدية"، ولإزالة اللبس عن أولئك الذين لديهم تصورات نمطية عن الإيديولوجيات كان لابد من كتابة هذا المقال الذي أستعرض فيه أهم مرتكزات إيديولوجيتي غير التقليدية التي أومن بها وأتخندق داخلها، والتي هي في حقيقة أمرها ما هي إلا مجرد خلطة بمقادير متجانسة أو غير متجانسة من عدة أيدلوجيات تبدو متناقضة ومتصارعة في كثير من الأحيان.
لا يعني هذا أن ما سأكتبه هنا هو حقيقيتي، ولكنه سيبقى في كل الأحوال هو ما أسعى إليه. إني أريد أن أكون:
1 ـ إسلاميا متعصبا في كل ما يتعلق بتأدية الشعائر الإسلامية والوقوف أمام كل من يريد تشويه هذا الدين العظيم أو الحط من مكانته..في هذه الجزئية لا أقبل أن يكون هناك من هو إسلامي أكثر مني؛
2 ـ قوميا متطرفا في كل ما يتعلق بالتمكين للغة العربية والدفاع عن هوية البلد، وفي هذه الجزئية لن أقبل بأن يكون هناك من هو أكثر قومية مني، ناصريا كان أو بعثيا؛
3 ـ يساريا متشددا في كل ما يتعلق بالدفاع عن المهمشين والمستضعفين، وفي هذه الجزئية لن أقبل بأن يكون هناك من هو أكثر "يسارية|" مني؛
4 ـ ديمقراطيا ليبراليا عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن كل ما لا يخالف مبادئ الإسلام من القيم الديمقراطية، وذلك باعتبار أن الديمقراطية هي أحسن ما يوجد الآن من أساليب الحكم المعروفة، وفي هذه الجزئية لن أقبل بأن يكون هناك من هو أكثر ديمقراطية مني.
هذه هي المرتكزات الأربع التي تقوم عليها الخلطة الأيدلوجية التي أومن بها، والتي تأخذ من كل أيدلوجية أحسن ما فيها. أما التمسك بمبادئ أيدلوجية واحدة بعينها والانغلاق عليها، والتقيد بمقاساتها وحدودها وصورها النمطية، فمثل ذلك أعتبره مضيعة للوقت وتقييدا للجهد النضالي، وهو لن يأتي بنتائج تتناسب مع ما أريد تحقيقه لهذا البلد.
حفظ الله موريتانيا..
محمد الأمين الفاضل