إنا لله و إنا إليه راجعون
استيقظنا صبيحة اليوم على فاجعة كبيرة و مصاب جلل إثر رحيل الوالد محمد المختار ولد اباه (بابا) و هو رجل من أجل الرجال و أندر الرجال و أعظم الرجال ...
سيخلف رحيل والدنا محمد المختار ولد اباه فجوة كبيرة لن تسد على الأرجح ، و فراغ كبير على مستوى الساحة الثقافية المحلية بوجه خاص و الإسلامية عموماً ...
لقد أثرى الوالد المكتبات مبكراً بكتبه الفريدة التي ذاع صيتها و عم نفعها و باتت مراجع معتمدة على مستوى عالمي ، و قدَّم إسهامات كبيرة حول تاريخ القراءات و الدراسات القرآنية و تاريخ الفقه المالكي ، و كتب حول التصوف و تاريخه ...
و لعله بين العلماء القلائل الذين جمعوا بين العلم الشرعي و العلم الحديث ، فكان - بموسوعية نادراً ما تتحق في العلماء - يجمع بين سعة الثقافة الحديثة بأنماطها المعروفة و بين الشرعية ، فكان فقيهاً متصالحاً مع العصر و مستوعباً له ...
و كان مدرسة أخلاق عالية ، امتاز بالكياسة و الحلم و الكرم ، و كيف لا و هو سليل تربية عرفت بأبعادها القيمية المعرفية و الصوفية ...
و حري عن القول انه بتراثه الخالد و اسهاماته الكبيرة شكل و يشكل مصدر فخر و اعتزاز كبيرين لنا ، و ستتوارثه الأجيال ذلك الفخر و ذلك الإعتزاز
إنني إذ أضرع الى المولى سبحانه و تعالى بأن يتغمده بواسع رحمته و عظيم رضوانه ، لأتوجه بخالص التعازي القلبية و صادق المواساة إلى الوالد محمد فال (اباه) و إلى عائلتنا الشريفة و إلى عموم الموريتانيين و الأمة الاسلامية جمعاء ...
لله الأمر من قبل و من بعد