وصف الرئيس السابق النظام الحالي بالضعف حين بدأ كلامه الليلة البارحة 10يناير 2023، وهنا لابد أن نتوقف قليلا مع مفهوم الضعف والقوة في أخيلته هو، هل كلمة الضعف يعني بها عدم حشر أعلى سلطة في هرم الدولة نفسها في الصغيرة والكبيرة كما كان ديدنه هو؟، حتى لكأن المتتبع للشان العام قد يتوقع أن يقف لحظة ما عليه وهو يتشاجر مع مواطن على قضايا لها أكثر من جهة مختصة بمتابعتها؟!، أم أن القوة تعني أن يكون الرئيس مثلا تاجرا لا تمكن منافسته سرا ولا علانية؟، أم أن حقيقة القوة التي يتحدث عنها هي أن تأخذ عمولة غصبا، ظاهرة وباطنة من كل مشروع يحمل اسم الدولة؛ حتى يصير لك في كل مكان مخبأ وخزنة؟. تحدث الرئيس السابق عن رواتب النواب المرتفعة وهي حقيقة لكن المراد بالاستشهاد باطل، فهل كان غيره أكثر مسؤولية عن تدني رواتب المدرسين والأطباء وهو الذي تولى رئاسة البلاد لأكثر من عقد من الزمن؛ دون أن يفكر بزيادة رواتبهم بعشرة آلاف أوقية قديمة، ألا يذكر أن الفترات السابقة والأحكام الماضية التي يلعنها جملة وتفصيلا منها من زاد الموظفين 100% على دفعتين، وتتذكرون ذلك، وتستحضرون الرئيس اعل ولد محمد فال رحمه الله، ورحم كل من مات من الرؤساء السابقين، لن يفوتنا في هذه الجزئية أن نذكر الزيادة التي أعلن عنها الرئيس الحالي والتي سيبدأ صرفها هذا الشهر؛ وهي بالرغم من أهميتها فإننا نتطلع إلى أن تشفع بزيادات أخرى مماثلة في مناسبات وطنية قادمة حتى تصل الأجور حاجز الإرضاء لكل الموظفين، ويغيب التأثر بارتفاع الأسعار الذي لا تأثير لنا في مساره. تحدث الرئيس السابق عن المواطن الذي يسير على رجليه، وعن صاحب العربة، والسيارة المتهالكة، وهو الذي يحاول نسيان أنه هو من منع دخول السيارات المستعملة التي كانت تشكل رافدا أساسيا ومصدر دخل معتبر لكثير من الأسر؛ وسكان انواذيبو خير شاهد متضرر من ذلك. لا أجد تفسيرا لعبارة النظام الغائب التي تتردد على لسان هذا المخلوق سوى أن فهمه للسلطة يعني التسلط والتجبر وأن يكون تسيير الشؤون حسب عقليته التي يزاحم فيها البواب في طبيعة عمله والطبيب في اختصاصه والمدرس في منهجيته ويدخل أنفه في كل شيء لا لشيء إلا أن يكون هو كل شيء!. ذكر الرئيس السابق مشاركته في الانتخابات الماضية ودعمه للنظام الحالي وتأسف على ذلك؛ محاولا أن يوهمنا بأن دافعه أصلا غير حماية بيضة فساده الذي نهب به ما يمكن البلاد من النهوض وتجاوز كل الأزمات الطارئة، إن المزارع والعامل الذي يعتمد في قوته اليومي على نشاطه العضلي المكثف هم أدرى الناس بأن مقتنيات الرئيس السابق ومنهوباته كفيلة بحصول نهضة زراعية وأخرى عمرانية إن وجهت تلك الأموال ذلك الاتجاه. لقد جلب الرجل بمخيلته المريضة التمثيل على الفساد بنظام الحكم 2007 وهو يفهم، أو ليعر فهم البقر أن تجربتنا الديمقراطية سنة 2007كانت محط إعجاب العالم قبل أن يئدها هو، ونبتلى به سنين عددا؛ مازلنا ننتظر إنصاف الزمن من تبعاتها؛ تحدث عن وزراء سابقين كانوا في الأنظمة السابقة ومازالوا يتعهدون الكراسي؛ وهي حقيقة قد لا تكون عيبا في كنهها كليا؛ وإن كانت تتراءى في ظاهرها وفي تفاصيل بعض جزئياتها كذلك.. لكن هل كان هو يوم تسييره للبلاد الذي امتد لفترة طويلة في منأى عن هذا المأخذ الذي يعتبره مدخلا للنصر؟ أم أنه كان أكبر مجسد له!؟. تحدث الرئيس السابق دون خجل عن لقاءات في فرنسا؛ لم يجتمع شركاء الفكر فيها على الترحيب به، وإن اجتمع أغلبهم ذات يوم على حمل السلاح على بلدهم! تحدث عن جلسائه؛ وهو يقدمهم كضحية في مغالطة خبيثة تذكي فتنة ضحاياها كثر، ومعالجتها في تجاوزها تصالحا، لا نبشها نكاية. أعتقد أن هذا الرجل يظهر مستوى هبوط عقله كلما تحدث أكثر، ويظهر بذلك أننا أمة فتنت حينما تولى أمرنا شخص بهذا التفكير، وبتلك المسؤولية المتلاشية؛ التي انتزعت اللقمة من فم الفقير والمعدم؛ وكدستها عدوانا في البنوك والقصور.