يأتي انعقاد القمة الأمريكية الإفريقية في ظروف دولية خاصة وفي ظل لحظات حرجة و صعبة يمر بها الإقتصاد العالمي و اضطرابات واسعة في اسواق المحروقات والمواد الغذائية و تباطؤ في النمو بسبب تداعيات و تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة .
كما تدخل ايضا هذه القمة ضمن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة و الإهتمام المفاجئ و المتزايد لإدارة بايدن بإفريقيا بغية الإستفادة من امكانياتها ومقدراتها الهائلة بعد 8 سنوات من تراجع في العلاقات وشبه القطيعة و التجاهل و قلة الإهتمام بمنطقة إفريقيا.
في حين يري بعض المحللين أن هذه القمة وجه من أوجه الصراع علي إفرقيا تدخل في إطار انتهاج سياسة القمم التنافسية علي غرار القمة الروسية الإفريقية و القمة الصينية العربية الإفريقية .....الخ
تسعي الولايات المتحدة من خلالها الي كبح و احتواء النفوذ الروسي الصيني و التركي الإيراني و الحد من توسعه داخل مناطق افريقيا.
بينما شملت مناقشات هذه لقمة مجموعة من القضايا و معالجة التحديات العالمية الحاصلة بما في ذلك : -
‐ تعزيز الشراكات الإقتصادية الجديدة.
‐ تعزيز السلام والأمن والحكم الرشيد .
‐ تعزيز الإلتزام بالديمقراطية و حقوق الإنسان و المجتمع المدني .
‐ العمل بشكل تعاوني لتطوير الأمن الصحي الإقليمي و العالمي .
‐ تعزيز الأمن الغذائي.
‐ الإستجابة لظاهرة التغير المناخي.
- التحول الرقمي.
‐ تشجيع الإستثمار في مشاريع البني التحتية و الطاقة المتجددة.
‐ رصد تمويلات مالية هائلة تقدر ب 50 مليار دولار لتعزيز الشراكة في مختلف جوانبها .
أمور من بين أخري ستعكس وتؤسس لرؤية مشتركة لمستقبل العلاقات الأمريكية الإفريقية في قادم الأيام.
لا شك أن معظم الأزمات التي تعاني منها إفريقيا ترتبط بميراث الفترة الإستعمارية و غياب القيادة الصالحة بالإضافة الي سوء إدارة الدولة و عدم الإستغلال الأمثل لثرواتها الطبيعية و تراكم الفساد و هشاشة المنظومة الصحية و فشل نظام التعليم و ارتفاع المديونية و الصراع الطائفي و الإتني ..... الخ ،مما ساهم في عدم تحقيق غايات التنمية المنشودة.
إن السياسات الخاطئة والظالمة للحكومات الغربية اتجاه حكومات وشعوب القارة الأفريقية المبنية علي منطق دول مانحة واخري مستفيدة زادت من تفاقم و تفشي الفساد و تردي الأوضاع.
فبالتالي لم تعد مقبولة في ظل صراع المصالح المحتدم بين القوي الإقتصادية العالمية داخل القارة و توفير البدائل
مما فتح الباب امام الإهتمام المتزايد الصيني الروسي بالقارة الإفريقية بغية خلق موطئ قدم
في ظل عودة النفوذ الجيوسياسي العالمي.
بينما تعتبر إفريقيا اليوم محط طموحات يمكن ان تختار شركائها بنفسها طبقا لما يلائم مصالحها و توجهاتها في ظل مجموعة من المتغيرات يجب ان تشكل قطيعة تامة مع ممارسات الماضي و سياساته المؤلمة.
فحكومات وشعوب القارة اليوم تتطلع أكثر من أي وقت مضي الي شراكة واسعة مع مختلف القوي الإقتصادية العالمية قائمة علي الثقة المتبادلة و الفهم الواضح للمصالح المشتركة عبر رؤي و استراتيجيات شاملة للإستثمار ستؤسس لعلاقة اقتصادية متينة قوية واستقرار دائم .
رؤية جسدها خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في خضم حديثه علي هامش القمة الأمريكية الإفريقية المنعقدة في واشنطن ،( للتأكد يمكن العودة الي مضامين خطاب القمة ) .
خلاصة القول ان خطاب رئيس الجمهورية علي هامش هذه القمة قد لامس تطلعات حكومات وشعوب القارة الأفريقية و عكس تطلبات المرحلة و تقاطع في المقصود و المضمون مع الإستراتيجية الأمريكية الجديدة .
حيث شكلت المشاركة الموريتانية الكبيرة منعطفا جديدا في العلاقة الثنائية.
لاقت ترحيبا و ارتياحا و اهتماما و قبولا لدي قادة البيت الأبيض و صناع القرار في السياسة الأمريكية ،كرسته الإشادة الواسعة لمختلف المسؤولين الأمريكيين بالعمل الدؤوب لرئيس الجمهورية في مكافحة آثار تغير المناخ .
مناسبة منحته جائزة القيادة المتميزة من طرف الأكاديمية الامريكية للإنجاز إنصافا لجهود بلادنا في مجال القدرة علي التكيف مع المتغيرات المناخية.
كما تم اختيار موريتانيا من طرف المؤسسة الأمريكية ( تحدي الألفية ) MCC. للإستفادة من برنامج تمويل سيساهم في دعم جهود الدولة الرامية الي مكافحة الفقر و تعزيز النمو الإقثصادي و الإجتماعي لما يتضمن هذا البرنامج من آفاق واعدة في الإستثمار.
بالإضافة الي تثمين دور موريتانيا في محاربة الإرهاب و ضمان استقرار منطقة الساحل الإفريقي عبر مقاربة أمنية وطنية ناجعة.
حيث قال انخيل موراتينوس رئيس تحالف الحضارات : إن موريتانيا جزيرة استقرار في منطقة الساحل المضطربة ، مشيرا الي أن الرئيس غزواني سلك بموريتانيا الطريق الصحيح
نحو التنمية الإقتصادية و التقدم الإجتماعي .
في حين قال آبي رادكين رئيس تحالف الأمل العالمي : إن موريتانيا تشكل اليوم أهم جبهة تقف وجه التطرف العنيف في منطقة الساحل الإفريقي .
و أضاف رادكين أن الرئيس ولد الغزواني بنفس الإصرار والحزم الذي سبق ان أظهره في مواجهة الإرهاب .
يقود المنطقة اليوم نحو بناء مستقبل أخضر و امتلاك القدرة علي التكيف مع تغير المناخ في المجتمعات المحلية..
بالمقابل شكل لقاء رئيس الجمهورية بالجالية الموريتانية العريضة بواشنطن فرصة سانحة للإستماع إليهم .، شكر من خلالها أعضاء الجالية علي دورهم المحوري للمساهمة في تنمية و تطوير البلد و اهتمامهم الكبير بقضايا الوطن .
كما أكد ان الحكومة تولي عناية خاصة لكافة مواطنيها داخل وخارج الديار مبينا اهمية الإجراءات التي تم اتخاذها و اعتمادها لصالح ابناء جاليتنا في انتظار توسعها كلما اقتضت الحاجة .
‐ اعتماد إدارة بوزارة الشؤون الخارجية تهتم بقضايا الجاليات .
‐ اعتماد ممثلين للجاليات علي مستوي البرلمان في الإستحقاقات القادمة .
‐ اعتماد قانون يسمح بإزدواجية الجنسية.
في حين ثمن رئيس الجمهورية مداخلات اعضاء الجالية القيمة والتي لامست قضايا الوطن و هموم المواطن،مؤكدا حرصه علي الإهتمام بكل مقترحاتهم البناءة و النظر في مطالبهم.
كما تعهد بفتح سفارة في كندا لتسهيل ظروف إجراءات الجالية و التي تعد بالمئات و حلحلة العالق منها.
في انتظار تنظيم أول مؤتمر للجاليات الوطنية في انواكشوط و بمشاركة واسعة و مفتوحة لكل ابناء الوطن من خارج الحدود و في انحاء العالم.
مواقف و مؤشرات ستحدد حجم النجاح الحاصل و فاعلية الدبلوماسية الموريتانية داخل المحافل الدولية.
حفظ الله افريقيا.
اباي ولد اداعة.