اباي ولد اداعة يكتب: الحلف السياسي المنتظر ذو البعد الثلاثي

خميس, 08/12/2022 - 14:00

أثار الخطاب المشحون للنائب بيرام في خضم مهرجان انواذيب التعبوي الأخير جدلا واسعا داخل الوسائط الإجتماعية بين الرفض و القبول لما حمل من صور إساءة مرفوضة. و استهداف صريح للقبيلة كحاضنة إجتماعية لا يخدم السلم الأهلي.
صنف بانه يدخل في إطار ما يسمي محليا ( جر الموجب ) استنطاق الحدث إن صح التعبير.
لخلق ظروف مناسبة للإئتلاف الثلاثي الجديد يتخذ منها منصة للتحامل علي النظام و مهاجمته
و تحميله المسؤولية عن واقع الأوضاع المعاشة سياسيا و إقتصاديا .
و إعلان الدعم للرئيس السابق في توجهاته الجديدة، حيث يري البعض أن النائب بيرام
رجل غامض طغت عليه المادة يعيش انفصاما شخصيا انعكس علي سلوكه و مسلكه و طرحه السياسي.
يعتبر من انتاج وصناعة نظام العشرية أثناء حربه انذاك علي قادة المعارضة التقليدية الرافضين لنهجه بغية خلق بديل للقيادة السياسية القديمة من مناضلي لحراطين من ابناء جلدته وسحب البساط من تحتهم لحاجة في نفس يعقوب قضاها.
دخل معترك الحياة العامة من باب عمل حقوقي كان ينبغي أن لا يكون ذريعة للحصول علي مكاسب قي السلطة أو السياسة  سرعان ما انهمك في العمل السياسي مما جعل البعض يقول بأنه خلط بين عمل صالح وآخر سيئ .
شكل خطابه خروجا علي الثوابت الدينية و الوطنية والأخلاقية في ظل الإستفادة من هامش الحرية الكبير داخل البلد و طبيعة قوة العلاقة مع منظمات حقوق الإنسان الدولية كما استغل لاحقا حصانته البرلمانية في ترحاله طولا و عرضا و في جولاته السياسية التعبوية داخل البلاد
ذاع صيته خارج الديار لتدويله و ركوبه قضية العبودية ساهمت حركة افلام  بحكم عملها في الظل وعلاقتها الواسعة في أوروبا للتسويق له عبر المنابر الحقوقية الدولية و رصد التمويلات له من خلال صناديق دعم مكافحة العبودية وبمؤازرة منظمات غير حكومية غربية ذات خلفيات تهدف الي زعزعة أمن المجتمع المسلم و إثارة النعرات ، علاقات اكسبته شهرة و سمعة و منفعة مادية وتكريم رمزي دولي.
دعمتها الإعتقلات المتكررة  داخل الوطن وسجنه عدة مرات  و إطلاق سراحه بضغوط خارجية دون  محاكمة او إدانة مكنته من أن يكون  ناشطا حقوقيا مثيرا  لاقي خطابه الشرائحي ذات النبرة العنصرية استحسانا و قبولا في اوساط لحراطين و خاصة من فئة الشباب التائه التفت حوله لتشكل نواة قاعدة شعبية منافسة بدأت تتسع و تستقطب وافدين جدد من النخبة .
استطاعت حركة افلام العنصرية احتواءه بقرب موقعها من اللوبي الصهيوني و من الحكومات والمنظمات الأوروبية .
بغية الوصول الي مبتغاها في زعزعة نظام البيظان كما يحلو لها.
فكانت سندا قويا له في الرئاسيات و التشريعيات عبأت له كل امكانياتها الداخلية والخارجية سبيلا في احداث انقسام داخل مجتمع البيظان بشقيه و إضعاف النظام لكن هيهات تأتي الرياح بمالاتشتهي السفن.
مكنته المشاركة  في الرئاسيات و التشريعيات تحت مظلة حزب الصواب البعثي ذات البعد العربي القومي في إطار زواج المصلحة من الولوج الي البرلمان و أن يكون طرفا مشاكسا في المعادلة السياسية بالإضافة الي عوامل أخري..
وجد ضالثه في نظام ولد الغزواني حيث قال بالحرف الواحد مغازلا النظام ( أجبرت صاحبي)
بفضل جو التهدئة و الإستقرار الذي طبع الثلاث سنوات من عمر مأمورية رئيس الجمهورية.
وفي ظل التقارب و التطبيع الحاصل بين المعارضة والنظام .
لم يشفع له هذا التقارب في الحصول علي ترخيص لحزب وطني تنصهر فيه حركته الإنعتاقية الإيراوية لعدم توفرها علي شروط و مواصفات القبول القانونية.
شهدت شعبيته مؤخرا تراجعا كبيرا و حركته انسحابات بالجملة من القوة الناعمة و النخبوية
بسبب التحولات التي تحصل لديه من حين لآخر في بعض المواقف دون العودة الي القاعدة الشعبية و استغلاله لبعض القضايا الوطنية لأغراض شخصية حسب المنسحبين.
                              ما يعاب عليه : -  
‐ التحريض علي الكراهية في الخطاب السياسي.
‐  استهدافه لمكونة البيظان دون غيرها من مكونات المجتمع في إطار  قضايا العبودية.
‐ الإساءة المتكررة لمشاييخ و علماء الدين
‐  التطاول والتقليل من شأن هيبة الدولة.
‐ الخلط بين العمل الحقوقي و السياسي.
‐ إختزال قضايا العبودية في الإطار الحقوقي و عدم خلق رأي وطني عام يؤسس لتعبئة شاملة
‐  الشيطنة و التعصب لأمور جانبية لا تخدم التعايش السلمي.
                              ما نجح فيه : -
‐ نجح في استدراج مجموعات واسعة من مكونة لحراطين عبر خطاب شرائحي داخل حركة محظورة.
‐ نجح في استنطاق هموم طبقات هشة من نفس المكونة داخل العمق الموريتاني وإبراز مواطن غبن، كانت محور برنامج رئيس الجمهورية تعهداتي و مقاصد تدخلات مندوبية تآزر .
يمكن العودة والرجوع  في إطار تقييم الحصيلة الي مضامين خطاب عيد الإستقلال بلغة الأرقام.
                               ما فشل فيه : -
- فشل في بلورة مشروع وطني وحدوي يشكل إجماعا حوله.
- فشل في إشاعة ثقافة التسامح و التسلح بالقيم و تثمين الثوابت المنصوص عليها دستوريا.
- حالات الغياب الطويلة المسجلة من داخل قبة البرلمان وضعف الأداء.
- عدم التوفيق في اعتماد مكونة البيظان  كجزء من الحل و ليس من المشكل بإعتبار أن الأجيال الصاعدة ليست مسؤولة عن أخطاء الماضي بقدر ماهي مسؤولة عن تصحيحها في سياق وطني عام.
بالمقابل يبدو أن الرئيس السابق دخل علي الخط الإنتخابي بمرأي و مسمع من الجميع عبر تفاهمات من خارج الحدود مع حركة افلام حول تشكيل معالم مشهد معارض جديد يخطف الأنظار في إطار جبهة تحالف سياسي انضم إليها النائب بيرام لا حقا تطمح الي إحداث تغيير سياسي .
في حين ألتزم القضاء الموريتاني الصمت إزاء هذه التطورات و المستجدات .
تطورات يري بعض المراقبين بأنها تدخل ضمن حراك ومخاض سياسي يتجاوز التجاذب و الإستقطاب السياسي الي أسئلة في عمق الدولة و استمرارها و النظام السياسي و صلاحياته والمجتمع وتعايش اعراقه.
بينما يتطلع بعض المحللين إلي ان هذا الحراك هو نوع من القفز علي الحواجز و استباق الأحداث في محاولة لتجاوز القضايا العالقة والمقيدة قضائيا .
في انتظار ما سيرسمه المشهد السياسي القادم من مآلات.
إن غدا لناظره لقريب
حفظ الله موريتانيا.

تابعنا على فيسبوك