اعتبرت إيران الثلاثاء أن دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لحقوق الانسان هو “رياء”، وذلك بعد إعلان عزمه اتخاذ إجراءات جديدة ضد الجمهورية الإسلامية بسبب احتجاجات تشهدها منذ أسابيع.
واندلعت تحركات احتجاجية واسعة في إيران في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق. وقضى العشرات على هامش هذه الاحتجاجات، بينهم أفراد من قوات الأمن.
وكتب المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني “كان أجدر بالسيد جو بايدن أن يفكر قليلا بشأن سجل بلاده في مجال حقوق الانسان قبل القيام بمبادرات انسانية، على رغم أن الرياء لا يتطلب تفكيرا”، وذلك في منشور على انستغرام أوردته وكالات محلية.
وأضاف “على مدى أعوام، شعوب العالم رأت وترى الوجه غير المقنّع لحقوق الانسان الأمريكية في فلسطين، أفغانستان، العراق، اليمن، ليبيا، سوريا، وحتى في أمريكا”.
وأعلن بايدن الإثنين أن بلاده ستتخذ “هذا الأسبوع” إجراءات في حق الجمهورية الإسلامية على خلفية التظاهرات.
وقال في بيان إنّ “الولايات المتحدة ستفرض هذا الأسبوع أكلافاً إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضدّ المتظاهرين السلميين. سنواصل محاسبة المسؤولين الإيرانيين ودعم حقوق الإيرانيين في التظاهر بحريّة”.
وأكّد وقوف بلاده “إلى جانب الإيرانيات وكلّ المواطنين الإيرانيين الذين شكّلت شجاعتهم مصدر إلهام للعالم أجمع”، معربا عن قلق واشنطن “بشدّة إزاء التقارير الواردة عن استمرار العنف المتزايد ضدّ متظاهرين في إيران، بما في ذلك ضدّ طلاب ونساء”.
وتفرض الولايات المتحدة مروحة واسعة من العقوبات الصارمة على إيران على خلفية مجالات عدة، منها مسائل حقوق الانسان والبرنامج النووي لطهران.
واعتبر كنعاني أن على بايدن “أن يقلق من العقوبات المتعددة (…) ضد الأمة الإيرانية، العقوبات التي يعد فرضها على أي أمة، مثالا واضحا عن جريمة ضد الانسانية”.
وكان المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، اتهم الإثنين الولايات المتحدة واسرائيل، العدوين اللدودين للجمهورية الإسلامية، بالوقوف خلف الاحتجاجات “المخطط لها مسبقا”.
وقال “أقول بوضوح إن أعمال الشغب هذه والاضطرابات تم التخطيط لها من قبل الولايات المتحدة والنظام الصهيوني الغاصب والمزيّف، ومأجوريهم وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهم”، وذلك وفق بيان نشر على موقعه الالكتروني الرسمي.
ورأى أن وفاة أميني “كانت مريرة وأحرقت قلبي”، لكنه اعتبر أن “رد الفعل دون أي تحقيق كان غير طبيعي”، متابعا “الردّ لا يكون بأن يزعزع بعضهم الأمن في الشوارع ويحرقوا المصاحف ويخلعوا حجاب السيدات المحجبات، ويُضرموا النيران في المساجد والمصارف وسيّارات النّاس”.
وشدد على أن التحركات “لم تكن طبيعيّة. كانت أعمال شغب مخططا لها مسبقا”.
(ا ف ب)