ناشونال إنتريست: ينبغي التحدث مع بوتين قبل فوات الأوان

أحد, 25/09/2022 - 12:52

يرى الدكتور سيمون سيرفاتي أستاذ العلاقات الخارجية بجامعة أولد دومينوين الأمريكية أنه من المؤكد أن روسيا ستكون الخاسر الرئيسي في الحرب ضد أوكرانيا، بغض النظر عما سيحدث بعد ذلك، ولكن الحاجة إلى التواصل مع روسيا أيضا أمر ليس أقل تأكيدا.

 

ويقول سيرفاتي الرئيس الفخري لكرسي زبيجينيو برجينسكي في الجيواستراتيجية والأمن العالمي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن الوضع الحالي يتسم بالغموض فيما يتعلق بما ينبغي عمله أو توقعه. ففي الولايات المتحدة تعتبر الديمقراطية الأمريكية في خطر، وفي الخارج، هناك حرب مأساوية تشهدها أوكرانيا، ولا يعرف أحد ما سيحدث في المستقبل.

 

فحرب أوكرانيا، لا يمكن لأي من الطرفين الانتصار فيها ولكنهما يرفضان إنهاءها. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل شهرين قائلا “لم نبدأ أي شيء بعد”. ورغم الدلائل المتزايدة على فشل روسيا، فإنها ما زالت تسيطر على الحرب، التي بدأها بوتين لأنه يتحكم في تصعيدها إلى مستوى لا يستطيع تصور أن أوكرانيا قادرة على تحمله أو أن يجرؤ الغرب على التفكير فيه. ورغم نجاح أوكرانيا في دحر قوات روسية مؤخرا، أكد بوتين هذا الشهر قائلا “لم نخسر شيئا ولن نخسر شيئا”.

 

ويتساءل سيرفاتي “ماذا لو كان بوتين تحت ضغط من منتقديه في الداخل، يعني ما يقوله؟”، ويوضح أنه بالنسبة لأولئك الذين يستبعدون تلميحاته النووية، يجب أن يدركوا أن بوتين ليس نيكيتا خروشوف، والمعروف عن بوتين يوضح أنه قد يختار أسوأ الخيارات السيئة المتاحة رغم تحذيرات بايدن التي كان الهدف منها ردعه.

 

كما تساءل سيرفاتي قائلا “إذن، ألم يحن الوقت للتفكير في الطريق الذي نسير فيه جميعا وأن نستخدم المكابح قبل فوات الأوان”.

 

إن إهانة بوتين بأسوأ الألفاظ انتظارا لاستسلامه غير المشروط عن كل شبر من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، ليست استراتيجية لتحقيق الانتصار. وتوقع مغادرته لأوكرانيا خالي الوفاض ومذلولا، اعتقاد كاذب. وأكد سيرفاتي الحاجة إلى إعادة التواصل مع موسكو لوقف القتال، وأنه يتعين تذكر الرئيس جون كنيدي بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. ويتعين تذكر الرئيس جورج دبليو بوش بعد مذبحة تيانامين عام 1989. فقد سعى الرئيسان إلى طريق للوفاق مع الاتحاد السوفيتي بعد أخطر استفزاز قام به.

 

وما سيحدث لبوتين في المستقبل أصبح أكثر وضوحا الآن رغم معدل شعبيته التي ما زالت مرتفعة بطريقة مذهلة. وينبغي تذكر أن أفول نجم خروشوف بعد فشله في أزمة الكاريبي حدث بعد حوالي عامين من الحدث نفسه. والأمر مجرد وقت قبل أن ينتهي الأمر بالنسبة لبوتين أيضا. ومع ذلك، هل الإطاحة به ستمثل أي اختلاف؟ فتولي ليونيد بريجنيف السلطة أدى إلى عقدين من المواجهة العالمية. وفي الوقت الحالي يطالب منتقدو بوتين بمزيد من الحرب، وليس الأقل، وعدد أقل من الخطوط الحمراء وليس أكثر. وفي ظل عدم توفر قاعدة سياسية موثوق بها في موسكو، ربما سيكون هناك شخص أسوأ بعد بوتين.

 

وقال سيرفاتي إنه حان وقت التحدث مع روسيا، رغم صعوبة القيام بذلك. وينبغي عدم دفع روسيا إلى حالة يأس استراتيجي كما لا يمكن السماح لفولوديمير زيلينسكي بأن يصبح متهورا رغم أنه يرغب في أن ينتصر في حرب كان من المتوقع بدرجة كبيرة أن يخسرها. ونحن نعرف الآن أنه لم يعد الطرف الأقوى الذي ينتصر في الحرب.

 

وأكد سيرفاتي في نهاية تقريره أن التحدث مع روسيا لن ينهي بالضرورة الحرب، لكنه سوف ينهي القتل. ولن يستعيد كل سيادة أوكرانيا لكنه سيحافظ عليها دون تكاليف متزايدة قد يكون في القريب العاجل من الصعب تحملها بالنسبة للجميع. وينبغي على الولايات المتحدة اغتنام هذه اللحظة قبل أن يفوت الأوان.

 

(د ب أ)

تابعنا على فيسبوك