تسبّب إعلان القيادة الروسية، الأربعاء، بالتعبئة الجزئية لجنود الاحتياط في إطلاق نقاش حول إيواء رافضي الخدمة العسكرية والمتهربين من الجندية في روسيا.
وفي تصريحات لصحيفة “فرانكفورتر الجماينه زونتاجس تسايتونج” الألمانية، قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر: “المتهربون المهددون بالتعرض للقمع الشديد يحصلون في العادة على حماية دولية في ألمانيا”.
وأضافت الوزيرة، المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، أن من “يتصدى بشجاعة لنظام الرئيس فلاديمير بوتين، ويعرّض نفسه لخطر كبير جراء ذلك، يمكنه أن يتقدم بطلب لجوء في ألمانيا بسبب التعرض للاضطهاد السياسي”.
في الوقت نفسه، قالت فيزر إن منح حق اللجوء هو قرار يخص كل حالة على حده، ويتضمن أيضا إجراء فحص أمني.
من جانبها، أكدت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية اليوم أن هؤلاء الأشخاص لهم الحق في تقديم طلب لجوء في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى ضرورة مراعاة الجوانب الأمنية في هذا من حيث المبدأ، وقالت إنه يجري العمل مع دول التكتل من أجل إعداد نهج مشترك في هذا الصدد.
وقالت أنيتا هيبر، المتحدثة المعنية بالهجرة: “هذا وضع غير مسبوق”.
يذكر أن العديد من الشباب الروس حاولوا مغادرة بلادهم بعد إعلان القيادة الروسية أمس التعبئة الجزئية لـ 300 ألف من جنود الاحتياط. وأفاد حرس الحدود الفنلندي بوجود زيادة في عبور الأشخاص من الشرق، مساء الأربعاء، بعد قرار بوتين، لكنه أشار إلى أن عددهم “ما زال صغيرا” بالمقارنة بالفترة التي سبقت جائحة كورونا.
في المقابل، قالت منظمة “برو أزول” الألمانية المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين إنه ما دام لم تتح فرصة لهؤلاء الأشخاص بدخول أراضي الاتحاد الأوروبي، فإن كل الدعوات إلى إيواء الروس رافضي الخدمة العسكرية ستظل جوفاء.
وقال الرئيس التنفيذي للمنظمة جونتر بوركهارت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “إذا كانت هناك رغبة في توفير حماية لهم، فيجب وضع إجراء يتعلق بكيفية تمكن هؤلاء الأشخاص من عبور الحدود الخارجية الأوروبية”، مشيرا إلى أن هناك طريقاً يمكن سلوكه في هذا الشأن من خلال منح تأشيرة إنسانية للروس الذين تنطبق عليهم التعبئة الجزئية وتمكنوا من الوصول إلى دول مثل جورجيا أو تركيا.
كما روج بوركهارت أيضا لإيواء رافضي الخدمة العسكرية في بيلاروس.
واستخدم وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي نبرة مختلفة، حيث قال إن البلاد لن تمنح حق اللجوء للروس الذين يرفضون الخدمة العسكرية.
ونقلت وكالة “سي تي كيه” للأنباء اليوم عن ليبافسكي قوله إنه يتفهم أن الروس يفرون من بلادهم بسبب “القرارات اليائسة”.
وأوضح أن من لا يرغبون في الوفاء بالتزاماتهم تجاه بلادهم لا يستوفون الشروط لمنحهم تأشيرة إنسانية.
(د ب أ)