
تحاول بعض الأطراف المشبوهة الصيد في المياه العكرة، وتوتير العلاقات بين موريتانيا والمغرب، دون أن تجد من الأسباب ما يبرر ذلك.
ولعل التصريحات التي نشرها رئيس الحزب الحاكم والوزير الناطق باسم الحكومة الموريتانية سابقا سيدي محمد ولد محم بمثابة التأكيد على وجود إشارات على بوادر هذا التوتر.
فقد أكد ولد محم إنه في حالة صح ما يجري الحديث عنه في الأوساط المغربية من عملية خاطفة لتمشيط المنطقة ما بين الگرگرات والحدود الموريتانية باتجاه الگويرة.، فإنه سيشكل مبررا كافيا لتتخلى موريتانيا عن حيادها الإيجابي في هذا النزاع (النزاع بين الصحراء والمغرب).
وخلص إلى القول: "حكمة الحكماء تشير إلى أن لدينا الكثير من الخطوات التي قد يساعدنا القيام بها على تنفيس أوضاعنا الداخلية الصعبة دون اللجوء إلى مغامرات غير محسوبة العواقب".
ويقول عدد من المتابعين إن ضعف الدبلوماسية المغربية في موريتانيا كانت له انعكاسات سلبية على علاقات البلدين، وأنها عجزت عن تقديم الموقف المغربي بالصورة الناصعة التي تظهره كأحد أبرز الأشقاء الداعمين لموريتانيا.
وتجلى الدعم المغربي في عدة مجالات، من بينها التعليم والثقافة والصحة، إضافة إلى حجم التبادل التجاري المرتفع بين البلدين.
وأظهرت المملكة المغربية خلال السنوات الماضية بشكل رسمي حرصا كبيرا على تطوير علاقاتها مع موريتانيا وذلك من خلال تذليل كافة العقبات التي كانت تحول دون ذلك.
وخرجت القمم الدبلوماسية التي عقدت بين البلدين ببيانات تثمن مستوى تطور العلاقات، وتؤكد على ضرورة تقويته لصالح الشعبين الشقيقين.
ويستغرب عدد من المتتبعين لمسار العلاقات الثنائية بين موريتانيا والمغرب أن يحاول بعض المشبوهين توتيرها بتصريحات ترد بين الفينة والأخرى من بعض السياسيين المغاربة.
ويرى أن ذلك لا يمكن أن يكون مبررا، فهؤلاء السياسيين كالعادة لا يعبرون عن الموقف الرسمي للملكة والواضح جدا في احترام سيادة موريتانيا، والحريص على دعمها من كل الجوانب.
ويعتبر البعض أن محاسبة المغرب بتصريحات بعض سياسييه قد تكون مبررا لاعتماد بعض تصريحات رموز السياسية في موريتانيا والتي تنتقد المغرب بشدة، وتقف ضده في مسعاه إلى استعادة كامل أراضيه.
إن علاقات موريتانيا والمغرب المتجذرة لا يمكن أن تتأثر بتصريحات لسياسيين فاشلين تأتي من هنا وهناك، بل هي علاقات تتطور باستمرار، وتحظى بحرص قادة البلدين على تعزيزها.