لاحظت الليلة البارحة وعلى هامش الحفل الذي نظمه تيار واثقون الداعم لرئيس الجمهورية محمد ولد الشخ الغزواني بمناسبة مرور ثلاث سنوات على وصوله لمقاليد الحكم في البلاد، المستوى المتميز الذي ظهرت به معالي الوزيرة الأمينة العامة للحكومة زينب بنت أحمدناه، وقدرتها على حشد الدعم والتأييد الشعبي حول انجازات فخامة رئيس الجمهورية.
لقد أظهرت الاحتفالية الكبيرة كذلك مستوى الثقة التي تحظى بها الوزيرة، وقد جمعت حولها رموز السياسة وقادة المجتمع، والمنتخبين، من أجل تشكيل تيار فاعل يجتمع قادته وأنصاره حول هدف واحد، ويتمثل في دعم برنامج رئيس الجمهورية، واقناع المواطنين بأهمية الانجازات التي تحققت على يديه.
وتبين من خلال الكلمة المتميزة التي ألقتها، مستوى فهمها واستيعابها لرؤية رئيس الجمهورية، وحاجة الموريتانيين إلى رجاحة عقله وقدرته على جمع كافة التوجهات والرؤى في وقت اجتاحت العالم موجة من عدم الاستقرار نتيجة الظروف الاقتصادية الحرجة التي تمر بها كافة الشعوب.
لقد كان خطاب بنت أحمدناه خطابا ناضجا صريحا متوازنا في تشخيص الواقع، واثقا في قراءة المستقبل، موفقا في استيعاب الخلاصات، مؤمنا إيمانا لا يتزحزح بضرورة دعم النظام الحالي بكل السبل من أجل موريتانيا قوية، متصالحة مع ذاتها وهويتها، مؤمنة بقدرة أبنائها على التغيير وتجاوز كافة الصعاب.
كانت قراءة معالي الوزيرة للظروف التي وصل فيها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لسدة الحكم قراءة حديثة غير مسبوقة، خلصت من خلالها إلى ثقة وقناعة تامة مفادها أنه سيقود موريتانيا لبر الأمان، ويوصلها لمصافّ الدول المتقدمة، بحنكته وتجربته، وخبرته، وأخلاقه العالية، وهمته الكبيرة.
وهي قناعة غير تقليدية تؤمن بحجم المنجز، وترى مستقبلا أكثر اشراقا وتميزا، تؤمن بقدرة القائد على تجاوز الصعاب مهما كان حجمها وتنوعها، وهي ذاتها القناعة التي استطاعت معالي الوزيرة أن تقنع بها فئات واسعة من الشعب الموريتاني من مختلف الاجناس والألوان والانتماءات.
إن موريتانيا اليوم تبقى في حاجة ماسة إلى هذه الرؤية، وتلك القناعات غير التقليدية، والتي يمكن من خلالها تسويق حجم المنجز، وإقناع المواطن أن البلاد دخلت مرحلة جديدة ولم يعد من الممكن العودة بعقارب الساعة إلى الوراء.
وقد أعجبني في الوزيرة قدرتها في أن تكون سباقة دائما، وأن تقود الصفوف دعما لرئيس الجمهورية، وقد سبقت قبل سنوات في حشد الدعم لترشحه، وإقناع عدد واسع من نخبة هذا البلد بتبني ذلك الخط، والإيمان بتلك الأطروحة.
وربما الأكثر لفتا للانتباه من كل ذلك أن الأيام أظهرت أن قناعات زينب بنت أحمد ناه بدعم هذا النظام قناعات راسخة، لا ترتبط بموقع سياسي أو منصب إداري، فمنت أحمد ناه الوزيرة هي نفسها بنت أحمدناه الموظفة العادية التي لا تقبل لأي حائل أن يحول بينها وقيادة المبادرات النوعية الداعمة للرئيس، والساعية إلى ايصال ذلك الخطاب لأكبر قدر ممكن من المواطنين.