تسارع الجزائر الخطى لاسترجاع مكانتها التاريخية بأفريقيا،داخلة بذلك باب منافسة القوى الإقليمية و الدولية التي تتسابق من اجل تحقيق مكاسب اقتصادية و استراتيجية وازنة في القارة السمراء.
الطريق الذي دخل مسلسل تعبيده في مسار متسارع بعد موافقة الحكومة الموريتانية عليه و كذا البرلمان يعتبر اول مشروع تنتزعه الجزائر وفق صيغة امتياز الاستغلال، ولأول مرة سيتكفل تكتل يضم عددا من المؤسسات الجزائرية بإنجاز مشروع طريق يربط الأراضي الجزائرية بموريتانيا، انطلاقا من ولاية تندوف وصولا لمدينة زويرات ، وذلك على مسافة 775 كيلومتر، لتكون هذه المنشأة الطرقية ذات الأهمية الإستراتيجية أول منشأة بإنجاز جزائري خارج حدودها.
تدرك الجزائر اليوم اهمية البني التحتية الطرقية كمدخل رئيسي لتنشيط حركتها الاقتصادية و التجارية تجاه إفريقيا، و تعى بحسابات الجيوسيتراتيجيا أن مكانتها في إفريقيا تتطلب المزيد من إستخدام أوراق نفوذها و و تأثيرها.
من المؤكد ان دافع المنافسة مع المغرب يأتي في طليعة الاهتمام الجزائري بهذا الطريق، لكن ايضا للجزائر حسابات اخري من اهمها دخول عالم البلوماسية الاقتصادية و التجارية في إفريقيا.
و ستجني موريتانيا مكاسب اقتصادية من هذا الطريق اهمها تنشيط الحركة التجارية و فتح الباب امام المنافسة التجارية بما قد يخفف أسعار المواد الاستهلاكية الرئيسية.
و قد اثبتت تجربة الحركة التجارية الاخيرة مع الجزائر هذا الأمر، كما انه في ظل استفحال ازمة الطاقة عالميا لا يستبعد ان يشكل الطريق شريانا مهما لتزويد موريتاينا بالطاقة الجزائرية و ذلك بعد توقيع البلدين على اتفاقيات في مجال التزود الطاقة .