تجاوز الرئيسان الأمريكي جو بايدن والمكسيكي أندرس مانويل لوبيز أوبرادور خلافاتهما الماضية واتّفقا خلال قمّة في البيت الأبيض الثلاثاء على “رصّ الصفوف” لمواجهة أزمة الهجرة المستفحلة على الحدود بين البلدين والتضخّم الاقتصادي.
وإذ شدّد الرئيس الأمريكي على ضرورة معالجة الهجرة بصفتها “تحدّياً مشتركاً”، وصف المكسيك بأنّها “شريك متساوٍ” مع الولايات المتّحدة.
وقال بايدن إنّ إدارته بصدد استكشاف سبل عبور المهاجرين قانونياً من المكسيك وأميركا الوسطى للعمل في بلاده، مشيراً إلى أنّ السلطات الأمريكية منحت العام الماضي 300 ألف مكسيكي تأشيرات موقتة للعمل في الولايات المتحدة.
ووصف بايدن نظيره المكسيكي بـ”الصديق” و”الشريك”، مشدّداً على ضرورة مكافحة الاتجار بالبشر.
وذكّر الرئيس الأمريكي بفاجعة مصرع أكثر من 50 مهاجراً، بينهم مكسيكيون كثر، بعدما تركهم مهرّبون في مقطورة شاحنة في سان أنتونيو في ولاية تكساس الأميركية تحت حرارة الشمس الحارقة.
وفي بيان مشترك أصدره البيت الأبيض عقب القمة، قال الرئيسان إنّ هذه المأساة “ستزيدنا تصميماً على التصدّي لشبكات التهريب التي تفترس المهاجرين لجني مليارات الدولارات، وعلى تكثيف جهودنا لمعالجة جذور الهجرة”.
وأضاف البيان أنّ المكسيك تعهّدت المساهمة خلال الفترة الممتدة بين 2022 و2024 بمبلغ 1.5 مليار دولار لتمويل البنى التحتية الحدودية بين البلدين.
من جهته دعا الرئيس المكسيكي إلى “برنامج جريء” من أجل التصدي لمشاكل الهجرة، داعيا الولايات المتحدة التي تعاني نقصا في اليد العاملة إلى السماح لمزيد من العمال المكسيكيين والوافدين من أمريكا الوسطى من أصحاب المهارات بدخول البلاد “لدعم” اليد العاملة فيها.
وقال لوبيز أوبرادور “لا غنى” عن تسوية أوضاع مهاجرين “عاشوا وعملوا لسنوات بنزاهة كبيرة ويساهمون في تنمية هذه الأمة العظيمة”.
وأقرّ لوبيز أوبرادور بأرجحية اعتراض برلمانيين جمهوريين على الخطوة، خصوصاً وأن جمهوريين كثراً يتّهمون بايدن بعدم حماية الحدود الجنوبية للولايات المتحدة من عمليات العبور غير الشرعي.
وكان البلدان توافقا العام الماضي على تعديل آلية التصدّي لتهريب المخدرات لمعالجة الأسباب الجذرية وتعزيز الجهود للحد من تهريب الأسلحة عبر الحدود.
وفي خضمّ تضخّم متسارع على جانبي الحدود، قال لوبيز أوبرادور إنه اقترح تعليق العمل بالرسوم واتّخاذ تدابير من أجل “خفض الأسعار عن كاهل المستهلكين في كلا البلدين”.
وطرح الرئيس المكسيكي فكرة مشروع استثماري بمشاركة القطاعين العام والخاص لإنتاج مزيد من السلع.
وهذه الزيارة هي الثانية للوبيز أوبرادور إلى البيت الأبيض منذ تولي بايدن سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة، على الرّغم من توترات تسود العلاقات بين الرجلين أحياناً.
وشهدت العلاقات بين لوبيز أوبرادور وبايدن بعض التوتر، لا سيما مع إحجام الرئيس المكسيكي عن المشاركة في قمة الأميركيتين الشهر الماضي على خلفية رفض نظيره الأمريكي دعوة كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.
والثلاثاء قال بايدن إنّ “العناوين (الإخبارية) المضخّمة” توصّف على نحو خاطئ “العلاقة القوية والبناءة” القائمة بين الرئيسين.
لكنّ لوبيز أوبرادور كان أكثر توخياً للحذر بقوله إنّه
“على الرغم من اختلافاتنا التي ليس من السهل نسيانها… تمكّنا في مناسبات عدة من التوافق والعمل معا كحليفين حقيقيين”.
وأكّد أنّ المكسيك “تثق” ببايدن “لأنّكم تحترمون سيادتنا”، داعيا إياه إلى “الاعتماد دوما علينا”.
(أ ف ب)