دعت الجزائر، الثلاثاء، جميع الأطراف الليبية إلى تجنب التصعيد والعمل على توفير الظروف لإجراء انتخابات نزيهة، باعتبارها أفضل وسيلة لحل الأزمة الراهنة.
جاء ذلك غداة اشتباكات شهدتها العاصمة طرابلس (غرب) بين قوات تابعة لحكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة وأخرى داعمة لحكومة فتحي باشاغا خلفت قتيلا وعددا من الجرحى بعد ساعات من وصول الأخير إلى المدينة لمباشرة أعمال حكومته مساء الإثنين قبل أن يغادرها.
وقالت الخارجية الجزائرية، في بيان: “تتابع الجزائر بقلق كبير التطورات الأخيرة في دولة ليبيا الشقيقة على إثر اندلاع اشتباكات مسلحة في العاصمة طرابلس”.
ودعت “جميع الأطراف الليبية إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد والعمل على إعلاء المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار”.
كما دعتها إلى “ضم جهودها لتوفير الشروط الضرورية لإنجاح عملية إجراء انتخابات حرة ونزيهة”.
وشددت على أن ذلك “أفضل وسيلة تسمح بتكريس سيادة الشعب الليبي في اختيار ممثليه وتحقيق طموحاته المشروعة في إنهاء الأزمة ووضع أسس دولة ديمقراطية وعصرية”.
ويرفض الدبيبة تسلم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان منتخب، وذلك تنفيذا لمخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي.
وأدان حزب العدالة والبناء الليبي (أكبر حزب إسلامي)، عبر بيان الثلاثاء، “محاولة الدخول الخاطئة لطرابلس لرئيس الحكومة المكلف من البرلمان (في طبرق- شرق) فتحي باشاغا التي جرت العاصمة إلى مربـع الاقتتال والعنف” .
وتابع: “في خضم الجدل السياسي والقانوني حول الحكومة المكلفة من مجلس النواب (شرق) وما تبعـه مـن ارتباك بين سلطتين تنفيذيتين، يفاجئنا الدخول غير المعلـن والمفاجئ لرئيس الحكومة المكلفة إلى طرابلس في محاولة لتسلم السلطة دون أي ترتيبات قانونية وميدانية ولا حتى اعتبار للمـآلات الخطيرة لذلك”.
واعتبر أن المشهد السياسي تحول إلى “عسكري يصب في مصلحة مشروع عسكرة الدولة بدلا من التركيز على المسار الدستوري وإنهاء المرحلة الانتقاليـة عـبر انتخابات نزيهة”.
ودعا الحزب القوى السياسية إلى “تكوين كتلة وطنية تعمل سويا على تقديم الحلول السياسية الممكنة بالتعاون مع البعثة الأممية”.
وتبذل الأمم المتحدة جهودا، عبر مشاورات ليبية جارية في القاهرة، لتحقيق توافق ليبي حول قاعدة دستورية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية “في أقرب وقت ممكن”.
وفي ظل وجود حكومتين في ليبيا منذ أكثر من شهرين، تتصاعد مخاوف من انزلاق البلاد مجددا إلى حرب أهلية.
ويأمل الليبيون أن يساهم إجراء الانتخابات في إنهاء نزاع مسلح عاني منه لسنوات بلدهم الغني بالنفط.
(الأناضول)