هجوم روسي على مجمع آزوفستال في أوكرانيا والاتحاد الأوروبي يعد حظرا نفطيا

أربعاء, 04/05/2022 - 06:29

شنت القوات الروسية للمرة الأولى هجوما بالدبابات والمشاة على مصانع الصلب في آزوفستال آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول (جنوب شرق) بينما يستعد الأوروبيون لفرض حظر نفطي على روسيا الأربعاء.

 

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنها نجحت في إجلاء أكثر من مئة مدني من مصانع الفولاذ هذه حيث لجأ عشرات منهم إلى الأقبية الضخمة في هذا المجمع الهائل للصناعات المعدنية وعاشوا جحيما لأسابيع.

 

وفي بيان على الإنترنت مساء الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تم إجلاء 156 مدنياً ووصلوا إلى زابوريجيا المدينة التي تسيطر عليها أوكرانيا وتبعد 230 كيلومترا شمال غرب ماريوبول.

 

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريتشوك الثلاثاء إنه من المقرر إجراء عملية إجلاء جديدة الأربعاء “إذا سمح الوضع الأمني بذلك”. لكن لا شيء يدل على أن الظروف ستتوفر لتحقيق ذلك بعد إعلان القوات الروسية الثلاثاء عن هجومها الذي شنته بعد أسابيع من القصف المكثف.

 

وقال نائب قائد كتيبة آزوف الأوكرانية سفياتوسلاف بالامار في تسجيل فيديو على تطبيق تلغرام إن “هجوما عنيفا على أراضي آزوفستال جار حاليا بدعم من آليات مدرعة ودبابات مع محاولات إنزال قوات بمساعدة قوارب وعدد كبير من جنود المشاة”.

 

قبيل ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات ومدفعية الجيش الروسي و “جمهورية دونيتسك الشعبية” الموالية لروسيا بدأت “تدمير” مواقع إطلاق النار “الأوكرانية”.

 

 “فقدنا الأمل”

 

وحتى الآن، كانت القوات الروسية تقصف بالطائرات ومن البحر مصانع الصلب التي يعود تاريخ بناء أنفاقها إلى الحرب العالمية الثانية ولجأ إليها مقاتلون ومدنيون محرومون من الماء والغذاء والدواء، من دون أن تحاول دخولها.

 

وقال بالامار في رسالته إن امرأتين قتلتا وأصيب 12 مدنيا آخرين في القصف الذي سبق الهجوم، مشيرا إلى أن مدنيين آخرين ما زالوا في الموقع.

 

وصرح رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو أنه ما زال هناك حوالى مئتي شخص في آزوفستال.

 

وبدأ الذين تم إجلاؤهم يتحدثون عن الجحيم الذي عاشوا فيه منذ أسابيع. وقالت آنا زايتسيفا وهي واحدة من هؤلاء وهي تحمل رضيعها سفياتوسلاف البالغ من العمر ستة أشهر “نحن ممتنون جدًا لكل من ساعدنا. كان هناك وقت فقدنا فيه الأمل. اعتقدنا أن الجميع نسوا أمرنا”.

 

من جهته، صرح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا أوسنات لوبراني الذي شارك في عملية الإجلاء الثلاثاء “أبلغني الذين سافرت معهم قصصا مفجعة عن الجحيم الذي مروا به. أفكر في الأشخاص الذين ما زالوا محاصرين وسنبذل جهودا قصوى لمساعدتهم”.

 

“توقف إنساني”

 

عبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن أمله في إعلان “مزيد من مهل التوقف الإنساني” للقتال على غرار تلك التي تم تنظيمها مع روسيا وأوكرانيا وسمحت بإجلاء المدنيين من آزوفستال، دون تحديد مواقع محتملة.

 

وفي محادثة هاتفية استمرت أكثر من ساعتين، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من نظيره الروسي فلاديمير بوتين “السماح باستمرار عمليات الإجلاء” هذه.

 

من جهته دعا الرئيس الروسي حلفاء أوكرانيا الغربيين إلى وقف تسليم كييف أسلحة.في اليوم نفسه، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون عن مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 355 مليون يورو لأوكرانيا.

من جهته، يبدأ الاتحاد الأوروبي الأربعاء دراسة عقوبات جديدة ضد موسكو، بما في ذلك حظر على النفط والمنتجات البترولية التي يتم شراؤها من روسيا. لكن هذا الإجراء ما زال يثير تحفظات دول في الاتحاد الأوروبي تعتمد بشكل كبير على الشحنات الروسية، كما قال مسؤولون ودبلوماسيون أوروبيون لوكالة فرانس برس.

 

وتقترح المفوضية الأوروبية توقفا تدريجيا للمشتريات الأوروبية خلال فترة تمتد بين ستة وثمانية أشهر حتى نهاية 2022 مع استثناء للمجر وسلوفاكيا.

 

وقال مسؤول أوروبي إن هذين البلدين اللذين لا يطلان على بحار ويعتمدان كليا على عمليات التسليم عن طريق خط أنابيب دروجبا ، يمكنهما مواصلة مشترياتهما من روسيا في 2023.

 

وأوضح دبلوماسيون مطلعون على المناقشات التي تجريها المفوضية أن هذا الاستثناء يسبب مشكلة لأن بلغاريا وجمهورية التشيك تريدان أيضا الاستفادة منه.

 

هجوم في الشرق

 

ميدانيا، واصلت القوات الروسية هجومها في شرق أوكرانيا الثلاثاء. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية أن القوات لروسية أطلقت صواريخ في مناطق عدة من البلاد بينها كييف وأوديسا ودونيتسك ولفيف ، بهدف “تدمير البنى التحتية للنقل في أوكرانيا”.

 

واضافت هيئة الأركان الأوكرانية صباح الأربعاء أنه في منطقة دونيتسك وحدها حيث تركز روسيا هجومها منذ أيام ، تم صد 12 هجوما روسيا في الساعات الـ 24 الأخيرة.

 

وقتل 21 مدنيا وأصيب 27 آخرون بجروح في منطقة دونيتسك الثلاثاء، في أكبر حصيلة يومية منذ الضربة على محطة كراماتورسك التي خلفت 57 قتيلا، كما ذكر حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو على تلغرام.

 

وسقط عشرة من هؤلاء القتلى في غارة على مصنع في أفدييفكا وخمسة في ليمان ، إحدى النقاط الساخنة على خط المواجهة.

 

في الجنوب، أصبحت مدينة أوديسا الكبيرة مرة أخرى هدفا للصواريخ الروسية.

 

يخشى الأوكرانيون من أن يكون هذا الميناء الرئيسي من بين أهداف موسكو، خاصة بعدما أكد جنرال روسي أن الهجوم في أوكرانيا يهدف إلى إنشاء ممر من روسيا عبر أوديسا إلى منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية في مولدافيا.

 

وكتب أندريتش سادوفي رئيس بلدية هذه المدينة الكبيرة في غرب البلاد المحرومة جزئيا من الكهرباء، على تطبيق تلغرام أن الصواريخ دمرت مساء الثلاثاء ثلاث محطات لوليد الكهرباء في لفيف.

 

دبلوماسيا، ستقاطع روسيا الأربعاء، في خطوة نادرة، اجتماعا لمجلس الأمن الدولي مع اللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد الأوروبي، مما يدل على تدهور أكبر في العلاقات بين موسكو وشركائها في الأمم المتحدة حسب دبلوماسيين.

 

(أ ف ب)

 

 

 

تابعنا على فيسبوك