طهران: شارك آلاف الإيرانيين، الجمعة، في المسيرات السنوية الداعمة للفلسطينيين، الذين أصيب عشرات منهم في صدامات جديدة وقعت صباحًا مع القوات الإسرائيلية في الحرم القدسي.
وتحيي إيران سنويا في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان “يوم القدس”، الذي دعا اليه مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني عام 1979.
وهتف متظاهرون في أنحاء إيران، ورفعوا الأعلام الوطنية “الموت لأميركا” و”الموت لإسرائيل”، بحسب وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية “إيريب”.
كما رفعوا لافتات كتب عليها “القدس لنا” و”يوم القدس هو يوم الإسلام”.
وخرجت المسيرات الجمعة في طهران وغيرها من المدن الكبرى، بما فيها مشهد وأصفهان وتبريز، بحسب “إيريب”، وتأتي بعد توقفها مدى عامين جرّاء قيود كوفيد.
في طهران، تم عرض صواريخ بالستية وأحرق متظاهرون الأعلام الإسرائيلية.
ولا تعترف إيران بإسرائيل، وتعتبر دعم القضية الفلسطينية ركيزة من ركائز سياستها الخارجية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وألقى المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، خطابا متلفزا مباشرا باللغة العربية وجهه إلى الشعب الفلسطيني.
وقال في خطابه: “كل شيء ينبئ عن معادلة جديدة في المنطقة”، موضحا أن “فلسطين بأجمعها قد تحوّلت إلى مسار المقاومة”.
وأضاف: ” كل أيام السنة يجب أن تكون يوم القدس، لأنها قلب فلسطين وشعبها يبدي صموده كل يوم”. وأكد أن ” فلسطين بأجمعها قد تحولت إلى مسار المقاومة… لا يمكن الوصول لأي حل بعيداً عن إرادة الشعب الفلسطيني وهذا يعني سقوط كل الاتفاقات السابقة مع الاحتلال”.
وقال خامنئي “الجمهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ داعمٌ ومُساندٌ لجبهةِ المقاومةِ، داعمٌ ومساندٌ للمقاومة الفلسطينية… نحن ندينُ التوجّهَ الخيانيَّ للتطبيع، المطبّعون جرّوا العار إلى للعالم العربي، وارتكبوا سذاجة كبرى فالأعمى لا يستطيع قيادة أعمى”.
وطبّعت الإمارات والبحرين والمغرب علاقاتها مع اسرائيل عام 2020.
كما انتقد خامنئي الغرب الداعم لأوكرانيا ضد الغزو الروسي وموقفه في المقابل من القضية الفلسطينية.
وقال في هذا الصدد “يملأون الأجواءَ بالضجيجِ تجاهَ قضيةِ أوكرانيا تَراهُم قد خُتِمَ على أفواهِهم تجاهَ كلّ هذه الجرائم في فلسطين”.
وجاءت التظاهرات على وقع تجدد العنف الدامي في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة واندلاع مواجهات عنيفة في القدس.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن صدامات جديدة اندلعت الجمعة بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى أسفرت عن إصابة 42 شخصا بجروح.
وأثارت الصدامات في الأقصى مخاوف من إمكان اندلاع نزاع جديد بعد حرب العام الماضي التي استمرت 11 يوما بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في قطاع غزة.
ومدى الأسبوعين الماضيين، أصيب 300 فلسطيني في صدامات في باحات الأقصى.
(أ ف ب)