برلين ـ “القدس العربي”: استدعت برلين الجمعة سفير أنقرة في ألمانيا على خلفية الحكم الصادر بسجن عثمان كافالا المعارض البارز للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما أعلن ناطق باسم الخارجية الألمانية.
وقال المتحدث باسم الحكومة خلال مؤتمر صحافي دوري للحكومة “يمكنني أن أقول لكم بأننا استدعينا السفير التركي إلى وزارة الخارجية اليوم وأوضحنا مجددا موقف الحكومة” حيال القضية. وأضاف أن دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي “ستتصرف بالطريقة نفسها”.
وطالبت الحكومة الألمانية بالإفراج الفوري عنه. وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد أدان الحكم بشدة على لسان متحدثه، ووصفه بأنه “إشارة مدمرة للمجتمع المدني التركي ككل ووضع سيادة القانون في تركيا”.
وحكم على الناشط ورجل الأعمال التركي المحتجز منذ 4 سنوات ونصف سنة بالسجن مدى الحياة الإثنين بعد دعوات لإسقاط التبعات ضده لعدم كفاية الأدلة.
ولن يتمكن عثمان كافالا من الاستفادة من أي تخفيف للعقوبة، وهو متهم بمحاولة الإطاحة بحكومة الرئيس رجب طيب إردوغان.
وأثارت إدانته انتقادات واسعة النطاق، من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، فيما نظمت عدة احتجاجات في تركيا.
وكانت دول أوروبية قد سعت العام الماضي لسن حملة عقوبات على تركيا في حال رفضها الإفراج عن كافالا. حيث أعلن أعلن “مجلس أوروبا” إطلاق إجراء تأديبي بحق تركيا. وهذه خطوة لم يسبق أن استُخدمت إلا مرة واحدة في تاريخ المجلس، بحسب شبكة NTV الإخبارية الألمانية.
ووضع قرار اللجنة الوزارية، الذي يحتاج موافقة الأغلبية بثلثين، تركيا حالياً قيد مذكرة رسمية مفادها بأن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ستتولى النظر في فشلها في إطلاق سراح كافالا. وستقرر المحكمة بعد ذلك بشأن إن كان عدم تطبيق تركيا لقرارها يمثل انتهاكاً إضافياً للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
ومنذ عام 2017 ما يزال المعارض التركي عثمان كافالا حبيس سجنه، في قضية حركت سفراء عشر دول غربية، بينها ألمانيا والولايات المتحدة، الذين طالبوا السلطات التركية بإطلاق سراحه في مبادرة أثارت غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ولجأت دول أوروبية لمحكمة العدل الأوروبية لحقوق الإنسان والتي قضت بـ”الإفراج الفوري عنه” لكن ذلك لم يجد صدى لدى أنقرة التي لم تعترف بهذا الحكم.
وقضى كافالا أكثر من 4 أعوام في السجن في قضية حديقة “غيزي بارك”. وكان متهما بمحاولة الإطاحة بالحكومة بتنظيم الاحتجاجات التي شهدت خروج مئات الآلاف في مسيرات في أرجاء تركيا ضد خطط أردوغان لتطوير حديقة بوسط إسطنبول. ويأتي الحكم على المعارض التركي في ظل تصاعد القلق حيال انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا.