أنقرة: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية السفير تانجو بيلغيتش، إن قوات بلاده ردّت على طلعات استفزازية وانتهاكات للقوات الجوية اليونانية فوق بحر إيجة.
جاء ذلك في معرض ردّه خطيًا، الخميس، على سؤال حول اتهامات اليونان لتركيا بانتهاك مجالها الجوي فوق بحر إيجة.
وأشار بيلغيتش إلى أن تصريحات الخارجية اليونانية حول الأحداث التي جرت بين القوات الجوية للبلدين في إيجة يوم 27 أبريل/ نيسان الجاري، “لا تعكس الحقيقة”.
وأوضح أن سلاح الجو اليوناني قام بطلعات استفزازية بالقرب من السواحل التركية بين 26 و 28 أبريل، وانتهك مرارًا المجال الجوي التركي في مناطق ديديم وداتشا ودالامان.
وشدّد على أن سلاح الجو التركي ردّ على تلك الطلعات الجوية الاستفزازية والانتهاكات وفقًا لقواعد الاشتباك.
وأكّد أن “اليونان هي الطرف الذي بدأ التوتر وقام بتصعيده، وبالتالي فإن اتهام تركيا بمزاعم لا أساس لها يتعارض مع الأجندة الإيجابية التي تشكلت في الفترة الأخيرة وعلاقات حسن الجوار بين البلدين”.
ودعا الجانب اليوناني إلى وضع حد لأفعاله وخطاباته الاستفزازية، وأن يدعم بصدق إجراءات بناء الثقة التي بدأت على الصعيدين الثنائي وداخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث مرة أخرى.
من ناحية أخرى، قال بيلغيتش إنه لم يطرأ أي تغيير على موقف تركيا تجاه حلّ جميع المشاكل في إيجة، بما في ذلك مساحة المجال الجوي، وفقًا للقانون الدولي، وفي إطار حوار صادق مع اليونان.
في وقت حرج
وكان رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، دعا تركيا، اليوم الخميس، إلى التوقف عن انتهاك المجال الجوي اليوناني بالطائرات المقاتلة، معتبراً أنه سلوك يقوّض وحدة حلف شمال الأطلسي، في وقت حرج بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقبل يوم، احتجت وزارة الخارجية اليونانية لدى السفير التركي في أثينا بشأن سلسلة من الطلعات التركية فوق بحر إيجه، قائلة إنها غير قانونية و”استفزاز غير مقبول”.
وقال ميتسوتاكيس إنه أخطرَ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج بهذا الأمر.
وقال ميتسوتاكيس “أوضحت للأمين العام أن مثل هذا السلوك من حليف في حلف شمال الأطلسي… غير مقبول”.
وأضاف أنه “يقوض الأمن الأوروبي وكذلك وحدة حلف شمال الأطلسي في وقت لا غنى فيه لأعضاء الحلف جميعا عن أن نظل متحدين ونحن نواجه عدوانا روسيا مستمرا في أوكرانيا”.
ولم يرد المسؤولون الأتراك حتى الآن على طلب للتعليق. لكن أنقرة طالما جادلت بأن المزاعم اليونانية بشأن مجالها الجوي مبالغ فيها واقترحت طرح الموضوع للنقاش خلال محادثات ثنائية.
وفي وقت سابق قال متحدث حكومي إنه بعد عمليات التحليق الجوي أصبحت الأجواء غير ملائمة لإجراء جولة مرتقبة من محادثات بناء الثقة بين الدولتين.
وكانت اليونان وتركيا، العضوان بحلف شمال الأطلسي، على شفا الحرب في 1996 بسبب جزيرة مهجورة في بحر إيجه. وتحسنت العلاقات الثنائية بمرور السنين رغم التوترات من وقت لآخر، والتي كان أحدثها في الآونة الأخيرة بسبب مصادر الطاقة في البحر المتوسط.
(وكالات)