غزة – “القدس العربي”: طالبت فلسطين من الدول المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الأربع بتحمل مسئولياتها، واتخاذ إجراءات حقيقية وجادة لإنفاذ الاتفاقيات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في وقت تواصلت فيه الحملات الشعبية المؤيدة للحقوق الفلسطينية داخل الولايات المتحدة الأمريكية. جاء ذلك في رسالة عاجلة بعثت بها وزارة الخارجية والمغتربين، إلى تلك الدول طالبتها فيها بتحمل مسؤولياتها والسعي لاتخاذ إجراءات جادة لإنفاذ اتفاقية جنيف الرابعة والإعلانات السابقة لمؤتمرات الدول الأطراف في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأكدت الخارجية رفضها المطلق لمحاولات تبرير العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، ودعت لأن يتم “إنهاء الاستثناء” الذي تتمتع به إسرائيل إزاء التزاماتها المنصوص عليها في القانون الدولي. كما دعت الأطراف المتعاقدة لاتفاقيات جنيف الأربع بأن تخضع إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال لـ “المسائلة الكلية” بشأن تجاوزاتها بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك مساءلتها عن “جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية” التي ارتكبتها. وشددت على أنه دون أن يتم اتخاذ هذه الخطوات “لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار”.
وطالبت الخارجية الفلسطينية في رسالتها بأن تعقد الأطراف مؤتمرا دوليا لـ “حسم حقيقة ارتقاء الانتهاكات الإسرائيلية على مدى خمسين عاما من الاحتلال إلى منظومة غير قانونية وغير مشروعة من العدوان والاستعمار”.
وأشارت إلى أن هذا الأمر يتطلب التصدي لها واتخاذ المزيد من المواقف الجادة من قبل المجتمع الدولي، علاوة على خطوات جدية لضمان المساءلة عن كافة الانتهاكات التي يرتكبها وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته. وأكدت على ضرورة أن تقوم الأطراف المتعاقدة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والعمل على إنهاء معاناته من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري، الذي أقيم على أرض دولة فلسطين في تحد واضح لجميع المبادئ القانونية والأخلاقية والإنسانية.
كما طالبت بإنهاء الظلم المتواصل الذي حرم أجيالاً من الفلسطينيين من التمتع بحقوقهم الأساسية، بما في ذلك حقهم في تقرير مصيرهم، وقالت “من غير المقبول أن يطبق القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان، بانتقائية وأن يستمر استثناء الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من غياب العدالة تحت احتلال عسكري دام أكثر من 50 عاما”. وشددت على أنه “لا يمكن أن يترك الشعب الفلسطيني تحت رحمة احتلال عسكري يجسد كل مظاهر العنف والبطش والفصل العنصري”، وأكدت على أهمية تطبيق الحقوق والحمايات المكفولة وفقاً للقانون الدولي، والتي تمنح جميع الشعوب الأخرى، عدا الشعب الفلسطيني.
وفي السياق جدد رئيس الوزراء محمد اشتية، مطالبة المجتمع الدولي، بـ “كسر المعايير المزدوجة”، في التعامل مع القانون الدولي، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، مع استمرار العدوان الإسرائيلي، منددا بما وصفه بـ “التصعيد الممنهج” لدولة الاحتلال في القدس وقطاع غزة، وقال “إرهاب الدولة المنظم وفائض القوة العمياء، لن يفلح في ثني شعبنا عن مواصلة نضاله لتحرير أرضه، ونيل حريته، وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس”.
وقال في تصريح صحافي “إن استهداف أهلنا في قطاع غزة بالغارات وانتهاك حرمة المسجد الأقصى بتكرار الاقتحامات ومواصلة عمليات القتل والاجتياح للمدن والقرى والبلدات في جميع الأراضي المحتلة، يحمل نذر تصعيد مبيت لمحاولة فرض وقائع زائفة على الأرض بالقوة ضد شعب أعزل”.
إلى ذلك فقد تواصلت الحملات المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، والتي تهدف لفضح سياسات الاحتلال القمعية، في ظل الأحداث الجارية في المناطق الفلسطينية، وتحديدا في المسجد الأقصى. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشطاء سلام دوليين، كثفوا من نشاطهم عبر منصات التواصل الاجتماعي لتوضيح حقيقة الأحداث والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، أمام مرأى ومسمع العالم وبالتحديد صناع القرار في واشنطن. وأوضحت أن هذه الحملة تأتي في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية لا سيما منذ بداية شهر رمضان الفضيل، التي أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات، وقمع المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى.
وتخلل الحملة قيام النشطاء المشاركين بنشر مقاطع فيديوهات وصور للأحداث في القدس، وقطاع غزة، ومدن الضفة الغربية، تظهر وحشية الاحتلال وسياساته العنصرية بحق شعبنا، مطالبين الرأي العام الأمريكي بالدفاع عن فلسطين.
ودعا النشطاء، الى النشر عبر عدة هاشتاغات منها:#AllOfPalestine ، #FreePalestine، #AlAqsaUnderAttack، #handsoffjerusalem ، لتوسيع نطاق المشاركة وتأثيرها في المجتمع الأمريكي وأعضاء الكونغرس.
وشارك المئات من أبناء الجالية الفلسطينية والمدافعون عن حق الشعب الفلسطيني، في تظاهرة حاشدة في حي منهاتن في مدينة نيويورك، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الفلسطينيين في شهر رمضان.
وانطلقت التظاهرة من أمام القنصلية الإسرائيلية في المدينة حتى وصل المشاركون أمام مقر البعثة الإسرائيلية في الأمم المتحدة، تعبيرا عن رفضهم لعمليات “القمع الوحشي” الذي تقوم به سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين. ورفع المشاركون أعلاما فلسطينية، ولافتات كتب عليها عبارات تندد بالهجمات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى.
وشاركت في التظاهرة منظمة (ناطوري كارتا) اليهودية، ومنظمات فلسطينية (صامدون)، وحركة الشباب الفلسطيني، والوجود مقاومة، وأخرى أمريكية، وطالب المشاركون بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال.